أماكنكنوز معمارية
وفاة الابن المحبوب.. كيف ذهبت مقبرة “الباشا” إلى ولده؟
كان من المفترض أن يرث طوسون الحكم.. لكن وفاته المفجعة الفجائية حالت دون ذلك
كان طوسون باشا هو الابن المحبوب لدى والده محمد علي باشا والي مصر.
نفذ طوسون (1794 – 1816) عدة حملات عسكرية في السعودية ضد الوهابيين، استطاع فيها احتلال مكة، وأرسل مفاتيحها لوالده.
كان من المفترض أن يرث طوسون الحكم من والده باعتباره الابن الأكبر، لكن وفاته المفجعة الفجائية في نحو الثانية والعشرين من عمره حالت دون ذلك. يحكي الجبرتي أن طوسون باشا بعد أن عاد من الأراضي الحجازية نزل بمدينة رشيد، وهناك أصيب بالطاعون وتدهورت حالته بسرعة فمات بعد ساعات. لم يتجاسر أحد أن يخبر محمد علي بالخبر، فأخبروه أولا أنه مريض، ثم عندما عرف بالخبر كاد أن يقع على الأرض. أما أمه فلم تعرف بخبر الوفاة إلا بعد دفنه، وكانت الجثة قد انتفخت بالدم والصديد الذي كان يقطر من التابوت وقد تعذر إخراجه من الصندوق لتهرؤ الجثة فدفنوه بالصندوق.
كان محمد علي قد بنى مقبرة في منطقة الإمام الشافعي – تعرف حاليا بحوش الباشا – ليدفن فيها، لكن يشاء القدر أن يدفن فيها طوسون قبله (أما محمد علي نفسه فقد دفن في مسجده بالقلعة)، وقد صنع له والده – فيما بعد – تابوتا فخما وأحاطه بغرفة هائلة من البرونز.
بنى محمد علي مسجده الشهير بالقلعة تخليدا لذكرى طوسون ابنه، كما بنى السبيل المعروف حاليا بسبيل محمد علي، والموجود بمنطقة النحاسين، ترحما على روحه.
المكان: حوش الباشا – الإمام الشافعي.
تعليق واحد