التقارير
طرح “الكونتيننتال” على المستثمرين لتمويل تكاليف إعادة البناء والتطوير

بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء تنفيذ عمليات هدم فندق الكونتيننتال التاريخي بميدان الأوبرا، وسط مطالبات من جانب المدافعين عن التراث وعدد من المعماريين بوقف الهدم، أعلنت الشركة القابضة للسياحة والفنادق عن المخطط العام لفندق “الكونتيننتال” بعد تطويره.
وقالت الدكتورة ميرفت حطبة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للسياحة والفنادق في تصريحات لـ”منطقتي” إنه جرى اجتماعًا بين الشركة المصرية للسياحة والفنادق “إيجوث” المالكة لفندق الكونتيننتال والجهاز القومي للتنسيق الحضاري نهاية الأسبوع الماضي، حيث طلب الجهاز التصميم الجديد لمبنى الفندق وفقًا للاشتراطات التي وضعها الجهاز، والتي تُلزم الشركة بالحفاظ على واجهة الفندق المطلة على شارع عدلي، وهي الواجهة الأصلية الوحيدة للفندق، إضافة إلى بعض التعديلات التخصصية، وسلمت الشركة التصميم النهائي للفندق والذي وافق عليه جهاز التنسيق الحضاري، والذي يشمل زيادة الطاقة الفندقية إلى 248 غرفة، بعد أن كانت 176 غرفة، إضافة إلى تزويده بـ 16 جناح خاص، كما يتضمن التصميم الجديد للفندق إنشاء قاعات داخلية تسمى بنفس مسمياتها السابقة وإعادة استخدام الجداريات الحالية في المواقع المناسبة”.
وأضافت حطبة: “يجرى حاليًا طرح المشروع الجديد للكونتيننتال على المستثمرين لتمويل تكاليف تطوير الفندق بنظام المشاركة في الأرباح مع المالك إيجوث”.
وتبلغ تكلفة إعادة بناء فندق الكونتيننتال في شكله الجديد مليار وخمسمائة مليون جنيه، ومؤخرًا انتهت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث” المالكة للفندق التاريخي من وضع التصميم النهائي للمبنى الجديد الذي سيتم بناؤه عقب الانتهاء من إخلاء الورش والمحال التجارية وهدم الفندق كليًا”.
يذكر إن فندق كونتيننتال عمره نحو 120 عامًا وبناه مهندس يوجوسلافي عام 1899 من 4 طوابق وكان يطل على الأوبرا الملكية القديمة وحديقة الأزبكية وأقام فيه العديد من الملوك والرؤساء وكانت تديره شركة تسمى كونتيننتال سافوي، وكان قد بني مكان فندق أقدم كان يسمى “نيو هوتيل”.
الآثار: الفندق غير مسجل لدينا!
منذ حوالي العامين كان من يمر أمام فندق الكونتيننتال التاريخي بميدان الأوبرا وحتى قبل أشهر قليلة من بدء أعمال هدمه، يجد لافتة كبيرة (معلقة تحديدًا على واجهة الفندق المطلة على شارع الجمهورية) تشرح وجود أعمال توثيق للفندق، تنفذها الوحدة الإنتاجية ذات الطبيعة الخاصة لتنفيذ مشروعات ترميم وصيانة الآثار، إلا إن أحدًا لم يعرف ما هي طبيعة تلك الأعمال وهل الفندق مدرج كأثر في سجلات وزارة الآثار، وإن كان كذلك فلماذا يتم هدمه؟

إلى ذلك قال أحد المسئولين بالوحدة الإنتاجية بوزارة الآثار، طلب عدم نشر اسمه، في تصريحات خاصة لـ”منطقتي” إن شركة إيجوث المالكة لفندق الكونتيننتال طلبت من الوحدة الإنتاجية الخاصة بتنفيذ مشروعات ترميم وصيانة الآثار، تنفيذ مشروع توثيق للفندق التاريخي، وبعد أخذ الموافقات قامت الوحدة بأعمال التوثيق، شملت حصر أعداد الشبابيك والمحلات، وكل ما يتعلق بالمبنى، وانتهى المشروع بالفعل، حيث سلمنا الرسومات الخاصة بالفندق إلى شركة إيجوث، وانتهى عمل الوحدة بانتهاء أعمال التوثيق”.
من جانبه، قال الدكتور عبد الحميد الكفافي مدير عام التخطيط والمتابعة لترميم الآثار بقطاع المشروعات بوزارة الآثار لـ”منطقتي”: “رغم مرور أكثر من مائة عام على إنشاء مبنى فندق الكونتينينتال إلا إنه غير مسجل كأثر بسجلات وزارة الآثار، حيث إن هناك اشتراطات فنية لابد أن تتوافر في أي مبنى مر عليه مائة عام حتى يتم تسجيله، منها وجود زخارف وعناصر لها قيمة في قلب الأثر، وهذا هوا الفارق بين التسجيل في قوائم الجهاز التنسيق الحضاري والتسجيل في سجلات وزارة الآثار”.
وأضاف الكفافي: “رغم إن معظم المباني الموجودة في القاهرة الخديوية مباٍن تاريخية ومصمم أغلبها على طرز معمارية فريدة، إلا إنها لا تتوافر فيها الزخارف الفنية التي تؤهلها للتسجيل في سجلات وزارة الآثار”.
2 تعليقات