التقارير

تحسن مؤشرات السياحة تفوز به مطاعم وسط البلد.. وتفاوت في الفنادق الصغيرة

أصحاب الموتيلات: لم نشعر بفارق كبير.. وسمية الأسيوطي: الإقبال الأكبر على "الفسحة" من الأجانب

في وسط البلد، تعد نسبة الحجوزات في الفنادق الصغيرة، والإقبال على المطاعم مؤشرا على تحسن نسب السياحة..

وتشير الأرقام على لسان أكثر من مسئول لمواقع وصحف أجنبية مختلفة خلال شهري يوليو وأغسطس إلى تحسن مؤشرات السياحة الوافدة إلى مصر، وذلك بعد زوال آثار بعد الضربة التي تعرضت لها عام 2015 عندما تحطمت طائرة روسية في سيناء.

وقالت مجلة فوربس في تقرير لها نشر في يوليو: “إن الزوار عادوا إلى مصر، بواقع 8.3 مليون سائح عام 2017، في حين أن أرقام عام 2018 تبدو واعدة أكثر”، فيما أكد مسئول مصري لرويترز نهاية أغسطس الماضي أن عائدات السياحة قفزت بنسبة 77% في النصف الأول من عام 2018 إلى حوالي 4.8 مليار دولار بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فهل انعكس ذلك على وسط البلد؟

أصحاب الفنادق الصغيرة بوسط البلد تفاوتت تقديراتهم لنسب الإشغال، وفيما أكد بعضهم لـ”منطقتي” أن الحجوزات في فنادقهم تحسنت، رأى البعض الآخر أن الوضع في فنادق وسط البلد على اختلاف مستوياتها لم يتأثر إيجابا، بل على العكس مازالت هذه الفنادق تعاني من التأثيرات السلبية لحالة الركود التي تسيطر على أغلب القطاعات بسبب موجة غلاء الأسعار المتزايدة، ليتراجع الإشغال بنسب قدرها مسئولون عن هذه الفنادق بـ40%، مرجعين ذلك إلى تدنى الوضع الاقتصادي للأفراد، وتراجع نسب السياحة الخارجية بشكل عام من وجهة نظرهم، فيما اعتبر أصحاب مطاعم أن السياحة الأجنبية هي صاحبة الإقبال الأكبر مقارنة برواد هذه المطاعم المصريين.

وبينما اعتبر البعض أن هذه الفئة من الفنادق تعتمد على السائحين الأجانب أكثر من السياحة الداخلية وهو ما قد يحد “نسبيًا” من نسب الركود، يرى البعض الآخر أن عدم فرض زيادات جديدة على أسعار الخدمات المقدمة له دور كبير في الحد من نسب التراجع، فيما يرى آخرون أن الفترة المقبلة من المحتمل أن تشهد رواجًا خاصة مع اعتدال المناخ وانتهاء الموجة الحارة.

فندق رويال بمنطقة البورصة - تصوير - عبد الرحمن محمد
فندق رويال بمنطقة البورصة – تصوير – عبد الرحمن محمد

سيد كمال، مدير فندق “رويال” بمنطقة البورصة، يقول إن الإقبال على هذه النوعية من الفنادق يعتمد في الأساس على السائح الأجنبي، موضحًا أن نسب الإشغال تكون لنزلاء أجانب أكثر منها للمواطن المصري أو السياحة المحلية.

وتوقع كمال أن تشهد الفترة المقبلة حالة من الرواج والانتعاش في فنادق منطقة وسط البلد، مرجعًا ذلك إلى تحسن حالة المناخ وانخفاض درجات الحرارة، وهو ما اعتبره عوامل جذب رئيسية للسياحة خلال الفترة المقبلة.

سيد كمال: وسط البلد بها ما يزيد عن 150 فندقا، لا يتجاوز عدد المرخص منها أكثر من 5 فنادق

 

ويؤكد: “أفضل الفترات التي مرت بها هذه الفنادق كانت ما بين عامي 2004 و 2008، وكذلك عام 2010 إلا أنه بعد 2011 تراجع الإقبال بشكل ملحوظ”.

وأشار كمال إلى أن إن تصميم هذه المباني هو ما جعلها مقصدا للسائحين الأجانب، موضحًا أن أغلب النزلاء في هذه الفنادق من الأجانب يأتون لرؤية هذه المباني وتصميماتها وتفاصيلها المعمارية على الطبيعة، وأن شكل المباني الخارجي والتصميمات الداخلية لها من أعمدة وأسقف عالية هو عنصر جذب أساسي للسياحة.

وحذر كمال من استمرار أزمة التراخيص وتأثيرها على حركة السياحة، قائلًا: “أغلب فنادق وسط البلد بلا تراخيص، فالمنطقة بها ما يزيد عن 150 فندقا، لا يتجاوز عدد المرخص منها أكثر من 5 فنادق، وهو ما قد يعرضها لمشكلات تؤثر على الحجوزات بها”.

فندق جراند رويال بميدان طلعت حرب – تصوير – عبد الرحمن محمد

من جهته، يقول وليد إمام مدير فندق “كايرو جولدن”، إن نسب الإشغال من المؤكد أنها ليست على نفس مستوى السنوات التي سبقت عام 2011 والتي كانت تشهد فيها هذه الفنادق إقبالًا كثيفًا، إلا أنها خلال الفترة الأخيرة بدأت تشهد إقبالًا للسياحة الخارجية، والتي تعتمد الفنادق في جذبها على المباني التراثية الموجودة بها”.

وأضاف: “هناك كثير من التجديدات التي يقوم بها أصحاب هذه الفنادق، والتي تحرص على الحفاظ على الهيكل والتصميم الخارجي، إلا أنها تجدد في الشكل، لجذب السياحة وتنشيطها، فأهم عنصر جذب للسياحة في هذه الفنادق هو شكل المباني الموجودة بها، والتي ينبهر بها السائح الأجنبي مما يساعد على زيادة الرواج”.

محمد السيد، مدير فندق لي لي يقول، إن نسب الإشغال في تراجع بنسبة قدرها بـ40% قائلًا: “لا يوجد سبب مقنع لهذا الحجم من التراجع في السياحة، وتراجع نسب الإشغال بالفنادق، إلا أن طبيعة الوضع الاقتصادي للفرد قد تكون هي السبب الرئيسي، خاصة فيما يخص السياحة الداخلية”.

وحول إمكانية تأثير الأسعار على حركة الإقبال يقول السيد إن فنادق منطقة وسط البلد تحاول دائمًا إيجاد حيل للإبقاء على أسعارها كما هي، وعدم وضع زيادات جديدة على السائح قد تتسبب في زيادة نسب التراجع، وأنه حتى في حالة الزيادات لا تكون زيادات ضخمة مقارنة بتكلفة أسعار المرافق والسلع”.

ولفت إلى أن أزمة التراخيص هي أهم التحديات التي تواجه الفنادق، موضحًا أنه على الرغم من أن هذه الأزمة لا تؤثر بشكل مباشر على حركة الإقبال والسياحة داخل الفنادق، إلا أنه في حالة إيجاد حلول وتسهيلات فمن المؤكد أن الفنادق ستعمل على تحسين خدماتها للأفضل بما ينعكس على حركة السياحة داخلها”.

مطعم فسحة سمية بعد افتتاح مقره الجديد في شارع هدى شعراوي - تصوير - عبد الرحمن محمد
مطعم فسحة سمية بعد افتتاح مقره الجديد في شارع هدى شعراوي – تصوير – عبد الرحمن محمد

  وعلى عكس تفاوت الوضع في الفنادق والموتيلات الصغيرة بوسط البلد، فإن المطاعم فيما يبدو هي التي حصدت نتيجة تحسن مؤشرات السياحة، خاصة المطاعم التي لها طابع خاص مثل تلك التي تقدم وجبات ذات صناعة منزلية وأبرزها مطعم “سمية” في منطقة وسط البلد. تقول سمية الأسيوطي، صاحبة المطعم، إن الإقبال على المطعم من الأجانب أكبر بكثير من إقبال المصريين، مرجعة ذلك إلى اختلاف الثقافات وتفضيل المصريين للذهاب إلى المطاعم الأكثر شهرة والتصوير بها.

وتضيف سمية، أن الفترات الأخيرة تحديدًا أصبح يعتمد فيها المطعم على الأجانب، وأن سبب الإقبال يرجع لتقديم المطعم للوجبات المصرية والمنزلية التي لها طابع شعبي، وهو ما يبحث عنه السائح الأجنبي خاصة السياح العرب.

فسحة سمية - تصوير - عبد الرحمن محمد
فسحة سمية – تصوير – عبد الرحمن محمد

وأشارت سمية إلى أن المطاعم الكبرى تعتمد في التسويق لنفسها على وسائل التواصل الاجتماعي والظهور في البرامج التليفزيونية الشهيرة، وهو ما يجعل منها محط أنظار للمصريين، وتحفز لديهم رغبة الذهاب إليها، على عكس المطاعم الصغيرة والتي لا تعتمد إلا على ما تقدمه من أطعمة متنوعة.

الوسوم
إغلاق
إغلاق