التقارير

مصانع “باب البحر”: السكر والمكسرات وراء ارتفاع سعر حلوى المولد

 في حواري ضيقة متفرعة من شارع باب البحر برمسيس يجري العمل، على قدم وساق للحاق بموسم مولد النبي عليه الصلاة والسلام، ففي داخل المصانع الصغيرة أسفل المنازل القديمة يقف العمال على ماكينات صنع الحلوى، وماكينات التغليف وصب عجين السكر في قوالب العروسة، وفي الخارج يقف عدد آخر من العمال يخرجون العرائس التي جفت من القوالب وترصيصها داخل صناديق تمهيدا لتوريدها للتجار.

[us_separator type=”invisible”]
حلوى المولد في باب البحر -تصوير: صديق البخشونجي
حلوى المولد في باب البحر -تصوير: صديق البخشونجي
[us_separator type=”invisible”]

سكر ومياه وفانيليا هي مكونات صناعة عروسة المولد، ولأن السكر يدخل في مكونات جميع أنوع حلوى المولد  فمن الطبيعي أن يطالها الغلاء هذا العام كباقي المنتجات وذلك بحسب ما قال أحمد عفيفي، صاحب أحد مصانع إنتاج الحلوى، ويضيف أن زيادة أسعار المكسرات أدت هي الأخرى لزيادة أسعار المنتجات.

“احنا ورثنا الصنعة دي من أبائنا وأجدادنا” هكذا يقول جميع أصحاب المصانع في منطقة “باب البحر”، ويؤكد عبد الله حنفي، صاحب أحد المصانع، أنهم متخصصون في صناعة الحلوى منذ ستينات القرن الماضي، وكان التجار من جميع المحافظات يحجزون طلباتهم قبل المولد بأشهر لتوزيعها على تجار التجزئة أصحاب “الشوادر” كل في محافظته.

وأشار إلى أن عروسة المولد والحصان كانت من أهم المنتجات في السابق، والتي كان عليها إقبال كبير، لكن الطلب عليها تراجع خلال السنوات الماضية وأصبح يقتصر على تجار المحافظات فقط لتمسكهم بتلك العادات، قائلًا: “اللي مكانش يدخل على خطيبته بعروسة مولد كانت بتبقى مشكلة كبيرة. دلوقتي بيديها 50 جنيه وخلاص”.

[us_separator type=”invisible”]
أحد نماذج عروسة المولد المعروضة في باب البحر - تصوير: صديق البخشونجي
أحد نماذج عروسة المولد المعروضة في باب البحر – تصوير: صديق البخشونجي
[us_separator type=”invisible”]

وأضاف أن العروسة كان لها أسماء عدة منها “فريال” و”نادية” و”منى” أما الآن تغيرت الأسماء لتصبح “ساندي” و”شهرزاد” و”ياسمين”، مشيرًا إلى أن بعض التجار يفضلون عروسة المولد خالية من أي زينة، ومنهم من يفضلها بالزينة القديمة المعتادة من ورق الكورشيه والجريد والعلم الأخضر، وتتراوح أسعارها بين 20 و25 جنيه.

أما أحمد عفيفي، صاحب مصنع متخصص في صناعة حلوى المولد، فأكد أن خامات الحلويات ارتفع سعرها جدا مما أثر على تجارتهم، ففي التسعينات كانوا يستهلكون 100 كيلو سكر في اليوم بمعدل 5 أجولة، أما الآن فيكتفون بالعمل بجوالين سكر فقط نظرًا لقلة الطلب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار أنابيب الغاز واقتصار عدد الأيام المسموح لنا بالعمل بـ25 يوما فقط بدلاً من 60 يوما طبقًا لتصاريح العمل.

“العروسة والحصان من أيام الفاطميين، ومعروف أنها بتتصنع في باب البحر في باب الشعرية”، ويضيف عفيفي، إحنا وارثين المهنة دي، والعروسة الحلاوة مشهور بالعلم الأخضر بتاع الملك، أما عن تفاوت أسعار الحلوى من مكان لآخر خاصة المحال الكبيرة، فأكد أن نفس الخامات ولكن الجودة تختلف من مكان لمكان، و”الأصناف الغالية بتكون مخدومة أكتر وفيها مكسرات أكتر بنسبة 75% مثلاً، لكن الصنعة واحدة”.

الوسوم

‫2 تعليقات

  1. تنبيه: Google
  2. تنبيه: Google
إغلاق
إغلاق