التقارير

سينما وسط البلد.. من يقف وراء الشاشات؟

مثلما تغيرت ملامح وسط البلد، من باريس الشرق الرائقة، إلى قلب المدينة الكبرى المزدحم دومًا، مرت دور العرض السينمائي في وسط البلد بمحطات كثيرة بدأت فيها هذه الدور قاعات أوبرا ملكية شديدة الفخامة والضخامة، كانت القاهرة الخديوية فيها “برودواي” الشرق الأوسط، وكانت شوارع عماد الدين وسليمان باشا (طلعت حرب حاليا) وميدان الأوبرا بالعتبة وشارع قصر النيل، شوارع للفنون ومناطق للترفيه، والاستثمار في بناء واستئجار دور السينما في وسط البلد تحديدا استثمارا ناجحا وجاذبا للأجانب من كل الجنسيات. حيث أن أغلب دور العرض السينمائية والمسرحية في المنطقة الواقعة بين جاردن سيتي وميدان باب الحديد (رمسيس حاليا) أقامها الأجانب في فترة الثلاثينيات والأربعينيات.

[us_separator type=”short” thick=”3″]

"مثل المتغيرات التى لحقت بالأبنية تبدل أيضا العنصر البشرى وتطورت وسائل العرض والماكينات وأنظمة الصوت"

[us_separator type=”short” thick=”3″]

بعد ذلك شهدت هذه الدور تدهورا ملحوظا، بعضها أغلق منذ عقود ولايزال، ومنها دور اختفت تماما مثل سينمات منطقة التوفيقية وبولاق أبو العلا، أما ما تبقى فقد تم تقسيم قاعته الكبيرة إلى أكثر من قاعة صغيرة لعرض أكثر من فيلم وجذب جمهور أكبر..
ومثل المتغيرات التي لحقت بالأبنية، تغير أيضا العنصر البشري وحجم تدخلاته وتطورت وسائل العرض والدعاية والماكينات وأنظمة الصوت والضوء، واختفت مهن داخل دور السينما وظهرت مهن أخرى.
نستعرض في هذا التقرير كيف تغيرت السينما والقائمون عليها في وسط البلد

ماكينات العرض.. من الفحم إلى الديجيتال

[ult_animation_block animation=”swing” animation_duration=”3″ animation_delay=”0″ animation_iteration_count=”1″][us_single_image image=”8662″ size=”full” align=”right” css=”.vc_custom_1488439736064{border-radius: 25px !important;}”][/ult_animation_block]

مع نشأة صناعة السينما المصرية، كان تشغيل الأفلام على الشاشات يعتمد على ماكينات الـ35 مم التي تدار يدوياً بالفحم، ومع حلول عام 2010 تحولت معظم دول العالم لاستخدام تقنية الديجيتال، إلا أن مصر لم تلحق بتلك الدول، نظراً للتكلفة الباهظة للماكينات الرقمية إضافة إلى قلة الإيرادات من الأفلام المصرية التي تحول دون تغطية تكاليف تلك الماكينات، مع عدم انتظام الإنتاج طوال العام. وفي أواخر عام 2014 قام المهندس عز الدين غنيم مستشار أحد معامل شركات الصوت من خلال شركة “سمارت ديجيتال” بتزويد السينمات بماكينات رقمية إضافة إلى تجهيز نسخ رقمية مؤمنة ومشفرة تلائم الماكينات الجديدة.
وعن رحلة تطور ماكينات العرض السينمائي يقول المهندس سيد شاهين مدير التشغيل الفني بشركة “دولار فيلم”، إن “أولى الماكينات التي استخدمت في العرض السينمائي كانت ماكينات الـ 35 مم التي كانت تدار يدوياً بالفحم، من خلال توصيل قطبي فحم “موجب وموجب” ليتنافرا فتتولد عنهم شرارة، ومن خلال توصيلهما يستمر توليد تلك الشرارة لتشغيل الماكينة حتى انتهاء مدة عرض الفيلم التي تستغرق نحو ساعتين ونصف، وكان يتم استيرادها من أمريكا وإيطاليا وألمانيا، ولكن نظراً للضرر البالغ الذي يسببه الفحم على فني الماكينة وللعجز عن توفير كمية كبيرة من أقطاب الفحم تدهورت دور العرض وأغلق بعضها، مما استدعى إدخال تعديلات للماكينات فتبدل الفحم بلمبات ال xenon تعمل بعدد ساعات معينة”، حدث ذلك في الثمانينات، وتطور الأمر بعد ذلك إلى توفير ماكينات خام الـ 35 مم المكلفة مادياً من حيث الطباعة والتحميض، ولكنها اختفت من معظم السينمات في العالم منذ خمس سنوات، وأغلقت معها معظم معامل الطبع والتحميض، فتحولت السينما مؤخرًا وتحديدًا في 2010 إلى استخدام ماكينات الـ DCP.
ويوضح شاهين أن اختيار الماكينة يكون طبقاً للمواصفات التي تتطلبها قاعة عرض السينما، فلابد أن يتوافق حجم البروجكتور مع مساحة القاعة، كما أن تكلفة الماكينة إضافة إلى نظام الصوت والأجهزة الملحقة تصل إلى حوالي مليون جنيه.
ويتابع “توضع أنظمة الصوت والبروجكتور في غرفة مخصصة تسمى “غرفة الإسقاط” يوجد بها مشغل الماكينة لتشغيلها وإيقاف الفيلم أثناء الاستراحة. وهكذا. وتتكون آلة عرض السينما من مجموعة من اللوحات والكروت، وكارت IMB وهو كارت للتشفير من أجل حماية الفيلم من السرقة، إضافة إلى العدسة ولمبة الـxenon المسؤولة عن الإضاءة، ويتم توصيل نحو خمسة كابلات بالماكينة مسؤولة عن عمل اتصال بين البروجكتور والجزء الموجود به الهارد ديسك وبرامج التشغيل.

[us_separator type=”invisible”]
[ult_animation_block animation=”flipInY” animation_duration=”3″ animation_delay=”0″ animation_iteration_count=”1″]

الواقفون وراء الشاشات

[/ult_animation_block]

المدير

[us_separator type=”invisible” size=”large”]

هو المسؤول عن إدارة المكان وتعيين الموظفين بالسينما. يقول محمد النادي مدير سينما كريم إن “هناك شروط ومؤهلات محددة لاختيار العاملين، وجميع الموظفين يخضعون لفترة تدريب لمدة ثلاثة أشهر يتم بعدها تعيين الأكفأ. وللسينما مديران يتولى الأول الشؤون الإدارية والأعمال الخارجية الخاصة بالتعامل مع الجهات المعنية وتصل إلى أربعين جهة، منها الجهات الحكومية والتعامل مع الشركات والضرائب، أما المدير الثاني فهو الذي يتولى شؤون العاملين وإدارة الحركة الداخلية وتقسيم العمل داخل السينما. ويضيف النادي أنه يعمل يومياً من الحادية عشر صباحاً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل ويتقاضى أجرًا نحو ألفي وخمسمائة جنيه”.

الأبلاسير

[us_separator type=”invisible” size=”large”]

تجده دائماً يحمل كشاف صغير يكفي ليرى الطريق بين المقاعد وأروقة قاعة العرض، إذا ما انطفأ النور ليوصل الرواد إلى مقاعدهم، يقول أحمد السيد أحد الأبلاسيرات، إنه يعمل من التاسعة والنصف صباحاً وحتى الرابعة والنصف مساءً ويتقاضى شهرياً نحو ألف جنيه، وفي بعض الأحيان يحصل على بقشيش من الرواد يتم تجميعه وتوزيعه بنسب معينة على جميع من يعملون بالسينما، ويشير أحمد إلى إن أفضل مكان لمشاهدة الفيلم أثناء العرض هو المقاعد الموجودة فى منتصف القاعة، ولا يقتصر دور الأبلاسير على توصيل الرواد إلى مقاعدهم فقط، وإنما يهتم بمنع دخول الأطعمة والمشروبات وتدخين السجائر داخل القاعة، إضافة إلى المراقبة والمتابعة المستمرة أثناء العرض للتعامل وإبلاغ الأمن عن المخالفات.

موظف الشباك

[us_separator type=”invisible” size=”large”]

يقوم موظف الشباك ببيع التذاكر لرواد السينما، يقول إيهاب عبد العظيم موظف شباك إنه يعرض على رواد السينما اختيار المكان المناسب على شاشة جهاز الكمبيوتر الموضوعة أمامه، وبعد تحديد رقم المقعد يقوم بطباعة الرقم على التذكرة عبر طابعة خاصة، ويمكن استرجاع التذكرة في أي وقت سواء قبل العرض أو بعده في حالة حدوث أية ظروف طارئة أو مشكلات، فيمكن استرجاعها فورا وبيعها إلى مشاهد آخر إذا كانت تذكرة لنفس الحفلة، أو تقوم إدارة السينما بالتوقيع على التذكرة حتى يمكن استرجاع قيمتها في يوم آخر. يعمل عبد العظيم يومياً من التاسعة والنصف صباحا ولمدة ثمان ساعات، ثم يسلم “الوردية” المسائية إلى موظف آخر، ويتقاضى أجرًا شهرياً نحو ألف جنيه إضافة إلى البقشيش الذى يحصل عليه من بعض الزبائن.
فيما يشير إلى أن حصيلة بيع التذاكر تتوزع على أربعة جهات، فتذهب خمسين بالمائة من قيمتها إلى السينما، والباقي يتوزع ما بين شركة الإنتاج وشركة التوزيع والضرائب.

المُشغل

[us_separator type=”invisible” size=”large”]

يعمل حسين قدري فني تشغيل آلات العرض بسينما كريم منذ نحو عامين، يقوم بتشغيل الأفلام، تأتيه نسخة الفيلم على هاردات خاصة، ثم يقوم بتحميله على ماكينة العرض وتشغيله في مواعيد الحفلات المحددة، ويضيف أنه لابد أن يتواجد في الكابينة الموضوعة بها ماكينات التشغيل لمتابعة الفيلم وتفادي حدوث أي مشكلة طارئة، كعطل كهربي مفاجىء وكذلك حتى يمكنه إيقاف الفيلم في أوقات البريك. ويضيف أن صيانة الماكينات يقوم بها مهندس متخصص في أعمال الصيانة كتغيير لمبة أو إصلاح هارد تالف وغيرها. يعمل حسين من الرابعة عصرًا حتى الثانية عشر مساء ويتقاضى ألف جنيه شهرياً.

الوسوم
إغلاق
إغلاق