التقارير
أقواس وسط البلد .. الميدان عليه “حاجب”

تحتضن ميادين وسط البلد الكثير من العمارات ذات الطابع المعماري الذي يتسم بالثراء في التصميم والزخارف، إضافة إلى تعدد الطرز المعمارية لتلك العمارات التي تأسست لتليق بالقاهرة الخديوية، باريس الشرق.
ويلفت انتباهك حين تتجول بين ميادين المنطقة، تلك البنايات التي تأخذ واجهاتها شكل القوس وكأنها “حاجب” على الميدان المستدير الذي يبدو كـ”العين”، مثل مبنى مجمع التحرير بميدان التحرير، والعمارات المطلة على ميادين طلعت حرب وأحمد عرابي ومصطفى كامل، ويبدو أنها قد صُممت على هذا الشكل لتتناسب مع حركة الميدان ولتعطي شكلًا جماليًا يزينه. في السطور التالية نماذج لبعض تلك العمارات.
عمارة التأمين الأهلية
عمارة 41 شارع قصر النيل، عام 1900 على يد بعض المعماريين الفرنسيين في عهد الخديو عباس حلمي، وأهم ما يميزها أنها لم تقم على وجود أساسات مسلّحة، بل هي عبارة عن تضافر للأسياخ الحديدية مع بعضها، وهو ما جعلها صامدة أمام أية زلازل على مدى الأعوام الـ117، ولها سلمين للخدمة، أما بهو العمارة فهو ضخم بديكورات من الرخام، وله سقف مرتفع يأخذ شكلًا نصف الدائرى، ويمتد حتى سلالم الصعود، وللعمارة واجهة مميزة على شكل قوس حول الميدان، ولها 3 واجهات تطل على ميدان مصطفى كامل، وشارعي قصر النيل ومحمد فريد.
تتبع العمارة الشركة الأهلية للتأمين التي انضمت لشركة مصر للتأمين والشرق الأهلية للتأمين، وتتولى الشركة تجديدها وطلاء واجهاتها، كان آخرها منذ ثلاث سنوات، وللعمارة مدخل واحد وتقع في سبعة أدوار وتضم ما بين مكاتب إدارية ومحامين وشقق سكنية إضافة إلى السطح.بحسب الحاج على محمد حارس العمارة منذ أكثر من ثمان وعشرين عاما الذي يضيف “تعاقب على السكن بها العديد من المشاهير، أبرزهم إبراهيم باشا ابن محمد على باشا، والدكتور حسام موافى رائد طب الباطنة وأستاذ طب الحالات الحرجة بمستشفى قصر العيني”.
6 و8 طلعت حرب
تتناسق العمارتان رقمي 6 و8 ميدان طلعت حرب وترسمان شكل نصف دائري حول الميدان، وقد صُممتا على طراز الفن الجديد الذي اتسم باستخدام أشكال الأزهار والأشكال المستوحاة من النباتات، وكما يوضح كتاب القاهرة الخديوية للدكتورة سهير حواس أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فإن تاريخ تلك العمارتين يعود إلى ما بين عامي 1913 و 1928، حيث بنيت على يد عدد من اليهود الأجانب الذين كانوا يعيشون بمنطقة وسط القاهرة، حسبما يشير الحاج عماد حامد حارس العمارة رقم 6، ويتابع “بعد ثورة يوليو عام 1952 وما حدث من تأميم، آلت ملكيتهما إلى شركة مصر للتأمين، ومنذ ذلك الوقت وهما تتبعان الشركة وهي من تقوم بأعمال الترميم والتجديد بهما”. هذا وتقع تلك العمارتين في خمسة أدوار على مساحة نحو 1155 مترًا، وتضم العمارة رقم 6 ما بين شقق سكنية وعيادات وفندق ومكاتب إدارية، وبالنسبة لروف العمارة فقد صدر له قرار إزالة بعد زلزال عام 1992 نتيجة تصدعه، وأزيل نهائيًا عام 2000.
الميدان بين قوسين
على ناصية شارع محمد صبري أبو علم باتجاه ميدان طلعت حرب، تقع العمارتان 1و3 ميدان طلعت حرب اللتان تشغلان مساحة كبيرة، وصُممتا على طراز النيو كلاسيك، بواجهة اتخذت شكل نصف دائري لتتناسب مع شكل الميدان كباقي العمارات التي تطل على الميادين. يحكي الحاج خليفة عبد اللطيف حارس العقار رقم 8 بالميدان، والذي عاصر تاريخ الميدان منذ أكثر من أربعين عامًا، أن العمارة رقم 3 بناها شخص يهودي يعيش بمصر وكان يقطن بها أحد الجزارين الذي كان يبيعه اللحم، وقبل وفاة مالكها باع العمارة للجزار، وحاليًا آلت ملكيتها إلى ورثة الجزار، وتقع في ثمانية طوابق على مساحة نحو 500 مترًا، وتضم أحد الفنادق والعيادات ومركز معوض للتجميل، إضافة إلى شقق سكنية ومكاتب إدارية.
العمارة رقم 1 بالميدان بناها ثلاثة إخوة يهود وعاشوا بها فترة طويلة حتى جاءت ثورة يوليو عام 1952، فتأممت العمارة وآلت ملكيتها لشركة مصر للتأمين. هذا وقد تم الانتهاء مؤخرًا من ترميمها وطلاء واجهتها ضمن مشروع إعادة إحياء وتطوير القاهرة الخديوية، وهي تقع على مساحة 1590 مترًا في عشرة طوابق تضم شقق سكنية ومكاتب لشركات سياحة إضافة إلى مكاتب لبعض المصالح الحكومية، وفندق “جراند رويال” الذي يقع بالطابق السادس ومكتب جريدة الخميس بالطابق الثالث. ويشير الحاج خليفة إلى إن تلك العمارة سكنها العديد من الشخصيات المشهورة آخرهم أحد مدراء أمن القاهرة سابقا.
تعليق واحد