رغم إنه إمام مسجد، لكنه لم يترك “الصنعة” التي ورثها عن والده وجده الذي افتتح المحل عام 1942، كما لم يتغير روتينه اليومي منذ سنوات طويلة.. يذهب إلى محله بسوق باب اللوق في الصباح، ويجلس منتظرًا “زبونه” بينما يغرق الفسيخ ورائه في البراميل التي يعدها بنفسه.. إنه الشيخ محمد علي السيد أشهر فسخاني في وسط البلد.
“كل أنواع السمك عندي من صنع إيدي، ما عدا الرنجة هيا اللي بتيجي جاهزة” يوضح الشيخ محمد، مضيفًا أن صناعة الفسيخ وتمليحه، تحتاج إلى خبرة طويلة لا يمتلكها أي أحد، ويشير إلى إن الفسيخ أنواع، منه البلدي ومنه المزارع والبلدي يكون أعلى في السعر قليلًا.
“المزارع اللي مش كويسة بتغذي السمك على مياه الصرف الصحي وبيوصل وزن السمكة ل 600 جرام في مدة 4 شهور، أما المزارع الجيدة فالسمك فيها بيتغذى على العيش وكسر المكرونة والعلف، ويصبح وزن السمكة من 250 إلى 300 جرام في مدة 4 شهور”.
ويوصل: “أشهر مزارع الفسيخ توجد في كفر الشيخ وأيضًا في الفيوم في منطقة تسمى “شكشوك” ويتم عمل مزاد “للشروة” بمكان المزرعة أو بسوق العبور، ومن يرسى عليه المزاد تكون له الشروة بكاملها”.
سمك “إشطة”.. أقوى من الفياجرا 4 مرات
وعن خطوات صناعة الفسيخ، يقول: “الفسيخ لازم يتغسل كويس وبعدين يتحط في سحارة ينِّزل المية كلها وبيتغسل تاني وبعدين يتملح. لكن سر المهنة في عملية التمليح ولازم يتقنها الصنايعي، لأن الفسيخ عامل زي الطبيخ، أهم حاجة فيها نفس الصنايعي”.
يفخر محمد بمهنته كثيرًا ويؤكد أنه يصنع نوعًا من السمك لا يوجد بأي مكان بمصر لأن له سر معين في عملية صناعته لا يتقنها إلا هو، وورث هذه الطريقة عن والده. “عندي سمك اسمه “إشطة” أقوى من الفياجرا 4 مرات، وهو اكتشاف خاص بعائلتنا، ممكن تتاكل “الإشطة” بالفينو أو بالعيش الأبيض أو بالرز، ومع كل حاجة هتحس بمذاق مختلف” يقولها محمد متباهيًا بنفسه وبمهنته، مضيفًا أنه لكي يكتمل المذاق الخاص لابد من قرن فلفل أخضر حامي مع “الفسيخة” لكي تشعر بلذتها!