التقارير
فقط في وسط البلد.. فانوس صاج صناعة يدوية بشمعة بـ 15 جنيه
فوانيس رمضان التي نتوارثها أجيال وراء أجيال ويحرص الجميع على اقتناءها أصابها هي الأخرى موجة غلاء الأسعار التي طالت جميع السلع خلال الأشهر الأخيرة، ورغم إغراق السوق المصري بالفوانيس البلاستيك الصينية والتي اتخذت أشكال كارتونية عدة، لازال هناك من يبحث عن الفانوس الصاج القديم “أبو شمعة” الذي ارتبط بطفولتنا.. وخلال العام الماضي ظهر الفانوس الخشب في محاولة لإحياء الصناعة المصرية لكن يظل الصاج عزيزًا على القلب.
خالد عفيفي ذو الخمسين عامًا يجلس منحنيا على الطاولة أمامه ممسكًا بعدته البسيطة لتشكيل قطعة جديدة داخل محله الصغير في شارع شامبليون في وسط البلد لتصنيع الفوانيس الرمضانية، محاولًا الاحتفاظ بمهنة والده وجده قبل أن تندثر في ظل عزوف الشباب في تعليم المهنة اليدوية.
تنتشر حوله قطع الصاج القابلة للتشكيل وفي ركن أخر عدد من الفوانيس الصاج بعد تلوينها تنتظر فرحة أصحابها الجدد بقدوم رمضان، “الفانوس الصاج دا يدوي بالكامل مش مكن زي اللي بيتصنع في باب الخلق وليه زبونه اللي بيجيله كل سنة.. واللي في منهم كان بيجي مع ابوه من وهو صغير يشتري الفانوس” هذا ما قاله عفيفي، مضيفًا “انا ببيع قطاعي حسب الطلب مش جملة والفانوس بيتراوح سعره من أول 15جنية لحد 150 جنية، وفي كل الأنواع والأشكال القديمة” كانت تلك كلمات عفيفي وهو يطرق على أحد ألواح الصاج أثناء تشكيلها.
هناك فانوس النجمة وابو دلاية وفاروق، نسبة إلى الملك فاروق لأنه مربع وعلى شكل تاج، والفانوس أبو وشمعة واللوتس وأبو ولاد، وهناك بعض الفوانيس تستغرق يوما كاملا في تصنيعها نظرا لدقة عملها وأحدهم يحتاج إلى 12 لوح صاج لإنجازه، بالإضافة إلى الرسومات على الفانوس والتي تكون يدوية أيضًا وليست مطبوعة.
وعن الفوانيس الصيني المستحدثة قال “فوانيس كرومبو والاشكال دي كلها عبارة عن لعبة بيفرح بيها الأطفال مش فانوس حقيقي، ودا الفرق بين السجادة اليدوي والسجادة المكن، اليدوي قيمته فيه وأفضل”.
ورغم أنه خريج كلية التجارة إلا أنه أصر على تعلم صنعة جده الذي بدأ منذ أربعينات القرن الماضي واستكملها والده، وأضاف: مهنتنا أسمها سمكري بلدي يعني بنعمل أي صناعة بتعتمد على السمكرة وأبرزها قسط اللبن اليدوي، وبنستنى موسم رمضان من السنة للسنة”.