في أثناء تأسيسه قاهرته الخديوية، اهتم إسماعيل بكافة التفاصيل بدءًا من طرز العمارة وحتى مصابيح الإنارة، مرورًا بمساحات الشوارع وأشجارها والحدائق والمتنزعات، والتي تنوعت نباتاتها وأشجارها التي جُلبت بأمر من الخديوي إسماعيل من الهند وباكستان للتزيين وتوفير الظلال، ومن بين أشهر هذه الأشجار التين البنغالي من عائلة “الفيكس البنجالنس” وتظهر في غالبية الصورة القديمة لحديقة الأزبكية.
بمرور الزمن اختفت النباتات المائية والأشجار الفواحة وغيرها الكثير، خاصة بعد استغلال الهيئة العامة للأنفاق لثلثي الحديقة لإنجاز الخط الثالث لمترو الأنفاق بمحطة العتبة، وبقيت شجرة واحدة من اشجار التين البنغالي بأول ممرات الحديقة وكأنها تستقبل الزوار.
ويبلغ عمر هذه الشجرة قرابة 150 عام، ونسبت الشجرة للخديوي إسماعيل الذي أحضرها لمصر عام 1868 لتُزرع بالأزبكية، وجزيرة النباتات بأسوان، وحديقة حيوان الجيزة وشارع النيل بالجزيرة، وسميت الأشجار القريبة من النيل باسم شجرة العشاق نظرًا لكثافة فروعها وظلها المتسع، وتتميز الشجرة بجذورها الهوائية التي تتدلى من الأفرع الكبيرة.
في تجربة جديرة بالذكر استعادت شجرة قصر محمد علي بالمنيل عافيتها بعدما تمكنت منها الآفات، لكن تأثيرات الزمن والإهمال ظاهر بوضوح على شجرة الأزبكية والتي تعد الأسوأ حالًا من شجرة العشاق بمدخل برج القاهرة التي شهدت العديد من النداءات بوسائل الإعلام للمطالبة بوضع سور حولها والاهتمام بها.
وتعد حديقة الأزبكية أعرق الحدائق النباتية بمصر تأسست عام 1864م بأمر من الخديوي إسماعيل، والذي استعان بالمهندس الفرنسى باريليه ديشان بك الذي صمم غابة بولونيا في باريس، و شوين فورت، أخصائى النباتات الألماني.
تعليق واحد