التقارير
لعبة القط والفار فى سينما ريڤولى!
يمتلكها الوليد بن طلال واحتلها الباعة الجائلون قبل سنوات!
فى منتصف يوليو الماضى، شن المهندس سيد عبد الفتاح رئيس حى الأزبكية بالتعاون مع الأجهزة المعنية حملة مكبرة لإزالة كافة الإشغالات بمحيط سينما ريفولى التاريخية الواقعة فى شارع 26 يوليو، وأسفرت تلك الحملة عن إغلاق نحو أربعة محال وتشميع الباكيات داخل السينما.
وكانت “ريڤولى” التي تعد واحدة من المبان التاريخية بالقاهرة الخديوية بطرازها المعمارى المتميز، تعرضت عبر السنوات القليلة الماضية للإهمال واحتل واجهتها الأمامية كثير من الباعة وسادت الفوضى فى أركانها، حيث سيطر الباعة على مدخلها وشبابيك التذاكر وحولوها لمحال لبيع بضائعهم، كما استغل أخرون ممر الطوارئ وغرفة التهوية لتخزين بضائعهم.
فى حواره مع “منطقتى” أشار المهندس سيد عبد الفتاح، رئيس حى الأزبكية، إلى أن قرار غلق المحال المخالفة عقب توليه رئاسة الحى، لم يكن المرة الأولى لإغلاقها، ففى السابق كان يتم شن حملات مكبرة لإزالة الإشغالات من المحال المحيطة، إلا أن أصحابها يعودون أدراجهم مرة أخرى بعد دفع الغرامة التى تبلغ قيمتها مائة جنيه، وهو مبلغ بسيط جدا.
ويضيف :”لم يتم إغلاق المحال الواقعة بجوار السينما لأنها محال مرخصة، وما حدث هو إزالة الباكيات داخل ممر السينما وإغلاق الشبابيك، مع تشميعها بالشمع الأحمر وبرشمتها بالأبلاكاش لكى لا تكون هناك فرصة لعودة الباعة نهائيا”.
أما عن وضع السينما بعد إزالة الإشغالات فيقول رئيس الحى: “إن الأمير وليد بن طلال مالك السينما يقوم حاليا بإجراء أعمال ترميم وتصحيح للأعمال المخالفة داخل السينما طبقًا لرخصة التعديل التى حصل عليها من الحى لإجراء تعديل داخلى بالسينما دون المساس بالواجهة الخارجية، بعدها سيقوم بعمل اشتراطات الدفاع المدنى، ومن ثم سيقوم الحى بتشكيل لجنة مشتركة بالاشتراك مع ممثل من هيئة الدفاع المدنى ونائب المنطقة، للتأكد من تنفيذ كافة الاشتراطات، وفور انتهاء كافة أعمال الترميم ستفتتح السينما للجمهور”.
يذكر أن سينما ريڤولي تعد واحدة من أعرق السينمات بمنطقة وسط القاهرة، فقد تم إنشاؤها عام 1950 وهى من أملاك الأمير طلال بن عبد العزيز، كانت في البداية مسرحاً فنياً استأجره فى أوائل التسعينيات “اتحاد الفنانين”، برئاسة المؤلف والمنتج المسرحى سمير خفاجي، ليعرض عليه مسرحياته، كان آخرها مسرحية “شارع محمد علي” عام 1991، وبعد انتهاء مدة عقد اتحاد الفنانين، قام رجل الأعمال السعودى الشيخ صالح كامل باستئجار المسرح وقسمه إلى خمس قاعات وحوله إلى دار عرض سينمائية تديرها ابنته “هديل”، وظلت فى حيازة الشيخ صالح حتى عام 2003 وهو ميعاد انتهاء العقد، حيث عادت السينما إلى شركة “جدة” المملوكة للأمير الوليد بن طلال، وهى مسجلة كمبنى ذي طراز معمارى متميز بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وتقع على مساحة ثمانية آلاف متر وتضم خمس قاعات بواقع ألفين وثلاثمائة وخمسين مقعدًا إضافة إلى كافتيريا ، وظلت مفتوحة لفترة طويلة إلى أن أغلقت عقب أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير.
شهدت “ريڤولي” العديد من الأحداث على مدار تاريخها، حيث التهمتها النيران فى حريق القاهرة عام ١٩٥٢، وذهب إليها كبار رجال الدولة لحضور حفلات العندليب وأم كلثوم وفريد الأطرش، ومشاهدة أفلام الأبيض والأسود أيضا وأفلام الألوان.
فى أكتوبر عام 1955 شهدت السينما حضور الزعيم جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر حفلاً للست أم كلثوم، وتغنت كوكب الشرق وقتها بعدد من الأغنيات منها “قصة حبى” للشاعر أحمد رامى وألحان رياض السنباطى. من داخل سينما ريفولى كان ينطلق صوت المذيع كل عام فى “عيد الربيع”، ليعلن عن موعد بدء الحفل الذي يحييه الموسيقار الكبير فريد الأطرش بأغانيه التى كان يكتبها الشاعر مأمون الشناوي خصيصا لهذه المناسبة منها “أدى الربيع” و” أول همسة”، لكن في ربيع ١٩٧١ أحيا العندليب عبد الحليم حافظ حفل سينما ريفولي بدلاً عن فريد الأطرش.
تعليق واحد