التقارير
ليالي رمضان في وسط البلد: افطر.. اسهر واتسحَّر
في الاحتفال بليالي رمضان، لا ينافس القاهرة التاريخية بشارع المعز ومنطقة الحسين والأزهر، إلا القاهرة الخديوية بميادين وشوارع وسط البلد.
وخلال العامين الماضيين، خطفت وسط البلد بعد تطوير غالبية شوارعها وممراتها وساحاتها العامة أنظار محبي الإفطار والسحور خارج منازلهم، والباحثين عن فعاليات فنية وثقافية وترفيهية في ليالي الشهر الكريم. في وسط البلد يجدون المطاعم المتنوعة، من حيث قائمة الطعام أو التكلفة، والمقاهي التي «تفرش» كراسيها على شوارع متسعة وممرات لا تمر بها السيارات، والمراكز الثقافية المتنوعة التي تستضيف العديد من الفعاليات المتنوعة بين الإفطار والسحور، وعربات الفول بوجباتها المميزة وأسعارها التي لا تنافس.
الإفطار.. كُل اللي نفسك فيه
إذا كنت تريد «منيو» مختلفا للإفطار فعليك أن تستعد له بالحجز. هناك مثلا مطعم «فَسَحة سمية» الذي يقدم يوميًا وجبات خاصة لن تجدها غالبًا في مطاعم كثيرة. «الفسحة» مطعم صغير المساحة، ولذلك عليك أن تحجز قبل الساعة الثانية ظهرًا لتجد لنفسك وأصدقائك مكانًا في الممر الضيق المتفرع من شارع محمد الجندي خلف مول البستان.
هناك أيضا مطعم «عيش وملح» بشارع عدلي الذي يقدم إفطارًا على أنغام المزيكا، وهناك لن تجد مشكلة كبيرة في الزحام فالمطعم يتميز بمساحة واسعة وهو أيضا مكيف الهواء، لكن ابحث أولا عن مكان قريب لركن سيارتك فالانتظار ممنوع في شارع عدلي.
في وسط البلد أيضًا، هناك مطاعم إفطار اللحظة الأخيرة، فإذا لم تكن مستعدًا وانطلق مدفع الإفطار وأنت بالشارع، فلا تقلق.. ستجد الكثير من المطاعم الجاهزة بوجبات ساخنة ومتوفرة لحظة الإفطار، منها مطعم «البرنس» بشارع علوي، ومطعم «وسط البلد» بشارع شريف.
ويمكنك أن تتحرك بعيدًا عن «قعدة المطاعم» وتشتري طعامًا وتذهب إلى ساحة قصر عابدين، أو تجلس على أحد المقاعد الحجرية بممر «كوداك» أو«الشواربي» مستمتعًا بالإفطار وسط العقارات التاريخية التي تملأ المكان.
«احبس» على قهوة.. استمتع بحفلة أو ندوة
رغم إغلاق مقاهي البورصة التي كانت التجمع الأكبر للكافيهات المتنوعة في ممرات علوي والشريفين وشريف الصغير، مازالت مقاهي وسط البلد لها جاذبيتها الخاصة. بعد الإفطار لا تحتاج إلى أكثر من خطوات لتجد مقهى بالقرب منك «تحبس» فيه بالشاي. مقاهٍ تاريخية مثل «زهرة البستان» أو «سوق الحميدية» و«الندوة الثقافية» بباب اللوق، أو أخرى حديثة نسبيًا في شارع هدى شعراوي بتفرعاته حيث تضم ما لا يقل عن ١٠ كافيهات، أو إذا كنت فى ميدان «طلعت حرب» يمكنك الذهاب إلى شارع «شامبليون» والشوارع الصغيرة المتفرعة منه حيث مقهى التكعيبة، أو تنتقل إلى الجهة الأخرى من وسط البلد، حيث شارع الألفي بالتوفيقية لتجد العديد من المقاهي الكبيرة التي تفترش بكراسيها الممر الواسع بعد تطويره.
الجلوس بالمقاهي والتمشية في شوارع القاهرة الخديوية وسط العمارات الأوروبية الطابع ليس النشاط الوحيد في ليالي رمضان بوسط البلد، فهناك الكثير من المراكز الفنية والثقافية التي تستضيف العديد من الفعاليات المختلفة طوال شهر رمضان؛ ما بين ندوات وعروض مسرحية وأمسيات فنية، فقط عليك الذهاب إلى مكتبة البلد بشارع محمد محمود، أو مسرح «روابط» بالتاون هاوس بشارع حسين المعمار، أو مركز «ملاذ» بشارع طلعت حرب، أو«الجريك كامبس» بشارع محمد محمود.
السحور.. فول وبطاطس
عربات الفول هي ما تفتتح به وسط البلد نهارها طوال أيام السنة، أما في رمضان فهي تختم به ليلها. أشهر عربات الفول التي تقدم وجبات سحور من الفول والبيض والبطاطس وجاهزة لأي عدد، هي عربة «سعد الحرامى» بتقاطع شارعي شامبليون ومحمود بسيوني، والثانية عربة «عم حمدي» بشارع الفلكي من جهة صبرى أبو علم ووجبات السحور على أي من العربتين لا تتجاوز ٧ جنيهات. أما إذا كنت لا تفضل عربات الفول فعليك أن تعود للمطاعم نفسها التي تناولت إفطارك بها (ماعدا فسحة سمية) وكلها تقدم وجبات خاصة للسحور، أو أن تذهب إلى شارع الألفي حيث مطاعم «آخر ساعة» و«الشبراوى» التي تعمل حتى أذان الفجر. ولا تقلق مهما تأخرت، فستجد طوال الليل ميكروباصات بموقف عبد المنعم رياض، أو بشارع الجلاء بمنطقة الإسعاف.