التقارير
“مرآة أوروزدي بك” صورة ثمنها 6 سنوات دراسية
دخلتُ الفرع الرئيس لمتجر “أوروزدي بك” بالقرب من ميدان العتبة، والذي نعرفه باسم عمر أفندي. درّة المتاجر وجوهرة تاج السلسلة العريقة، والمبني عام 1906 على طراز الروكوكو، بأسوده المتوحّشة التي تملأ واجهته، مستقبِلة الزبائن بأنيابِها وأشداقِها المفتوحة.
راعني في الداخل أن المتجر شبه فارغ. راعني أكثر أن جدران المتجر مدهونة بلون “بمبي مسخسخ”. أردت الصعود إلى الطابق العلوي لرؤية ما إذا كانت هناك بضائع أخرى، لكن موظفًا هرع خلفي يمنعني من الصعود، قائلا إنه لا يوجد شيء بالأعلى. لا يوجد شيء بالأعلى؟! أكل هذه الطوابق شاسعة المساحة فارغة من البضائع؟ ماذا تفعلون هنا إذن؟!
الأدهى أنه ضبطني وأنا ألتقط صورة لهذه المرآة القديمة المعلقة على السلم. وبّخني الموظف على فعلتي “الشنيعة” هذه. قال إن المكان به موظفون ومدير فرع – يقصد أن المكان له صاحب وأنني هكذا أهنت أصحابه- ذهبت معه إلى السيد الأستاذ مدير الفرع وكان يجلس إلى مكتب وسط البهو الرئيس. قلت له إنني أريد التقاط صورة لبهو المكان. صرخ: ممنووووع! وفي فراغ البهو شبه الخالي من البضائع، ظل حرف العين يتردد جيئة وذهابا منعكسا على الجدران.
قلت لهم إن هذا مبنى أثري يستحق التصوير. قال لي المدير إنني كي أستطيع تصويره يجب أولا أن أكون طالبا في كلية الفنون الجميلة، وثانيًا أن أحضر له خطابا مختوما من الكلية. قلت لهم: شكرا، وقَفَلتُ خارجا من الباب.
عزمتُ الآن على إعادة الثانويّة العامّة. سأقوم بتقديم أوراقي من بداية السنة الدراسيّة الجديدة. كل ما أتمناه هو الحصول على مجموع مناسب لدخول كليّة الفنون الجميلة، كي أستطيع الحصول على خطاب من الكليّة يكفل لي تحقيق حلمي وتصوير البهو. سيستغرق تحقيق هذا الحلم ست سنوات على الأقل، لكنه يستحق.