التقارير
من رمسيس إلى ميدان التحرير.. رحلة تمثال رمسيس التي ألهمت المصورين وأبهرت المصريين

في ليلة الجمعة الماضية، ورغم أجواء التوتر التي كانت سائدة في ميدان التحرير، إلا أن الجمهور من عشاق الفن والموسيقى والسينما لم يلتفتوا لتلك الأجواء في ظل وجود حدث ثقافي هام في قلب الميدان وهو سلسلة فعاليات “رمسيس في التحرير” التي يقدمها مركز التحرير الثقافي التابع للجامعة الأمريكية.

“رمسيس في التحرير” هو أسبوع ثقافي يشتمل على معارض فنية وحفلة موسيقية وندوات ترصد الفترة التي مكث فيها تمثال رمسيس في قلب ميدان رمسيس منذ خمسينات القرن الماضي وحتى العام 2006.

“جاء اختيار فكرة الفعاليات بعد أن حصل مركز التحرير الثقافي –أحدث مركز ثقافي في وسط البلد– على حق عرض الفيلم الفائز في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الوثائقية (رمسيس راح فين؟)، ليكون هذا العرض هو العرض الأول للفيلم في محافظة القاهرة” يقول طارق عطية مدير مركز التحرير الثقافي.

فريق “منطقتي” انطلق ليرصد الأجواء لحظة بلحظة داخل “التحريرالثقافي“؛ حيث قسمت الفعاليات إلى معرض “لنتذكر رمسيس” وهو معرض فني تفاعلي، يقام بالتعاون مع مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويستمر حتى 17 أكتوبر القادم، يستعرض صورًا لتمثال رمسيس الذي مكث في الميدان من خمسينات القرن الماضي حتى 2006، والذي أصبح نقطة الانطلاق لاستكشاف كيف كانت محطة رمسيس للقطارات مصدر إلهام للمصورين والمخرجين السينمائيين ورساميالكاريكاتير.. داخل المعرض تجدون رسومات كاريكاتير أرشيفية للرسام الشهير “بهجوري” والذي قدم تلك الرسومات في مجلة روز اليوسف في خمسينات القرن الماضي.

وتجدون داخل المعرض أيضًا أول صورة رسمية لتمثال رمسيس في الميدان للمصور العالمي “ڤان ليو“.

في غرفة عرض منفصلة تجدون معرضًا لفيلم “باب الحديد” للمخرج يوسف شاهين، وهو الفيلم الذي تم تصويره في قلب ميدان رمسيس في العام 1958، حين كانت محطة رمسيس تشتهر باسم “محطة باب الحديد“. الفيلم يسترجع مع زوار المعرض ذكريات ميدان رمسيس وفي القلب منه تمثال رمسيس الذي أبهر الجمهور بوجوده.

في مساء ليلة الجمعة الماضية، قدم الدكتور أحمد المغربي حفلًا للموسيقى الشعبية المصرية بتصور عصري، مزج فيه بين الأغاني المصرية الشعبية والآلات الموسيقية الحديثة.
أما اليوم، ففي تمام السابعة والنصف مساءً، ووفق الجدول الزمني لسلسة الفعاليات، يستمتع الجمهور من رواد مركز التحرير الثقافي، بمشاهدة فيلم “رمسيس راح فين؟” والذي يدور حول نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس في 2006، ولكن على مستوى أعمق؛ حيث يتناول عدة قضايا منهاالتراث والأسرة والذكريات والتاريخ الشخصي وكيفية استخدام الثقافة الشعبية والشخصيات السياسية والرموز الفرعونية، ويتبع العرض مناقشة مع مخرج الفيلم عمرو بيومي.

وفي السابعة من مساء غٍد الإثنين، يقدم مركز التحرير الثقافي ضمن الفعاليات، ندوة حول كيفية نقل الآثار التاريخية العملاقة، وتناقش التعقيدات والصعاب التي تواجه نقل الآثار التاريخية العملاقة في مدينة مزدحمة مثل القاهرة، كما تناقش الموقع الحالي للتمثال بعد نقله من ميدان رمسيس، ويشارك فيها الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، وأكيكو نيشيساكا، نائب مدير المشروع وخبير الترميم بمركز التعاون الدولي الياباني، والدكتور تامر النادي، نائب العميد لشئون الطلاب والتعليم ومدير مختبر الصوت والذبذبة بكلية الهندسة، جامعة عين شمس.

2 تعليقات