التقارير

أعضاء “التنسيق الحضاري” يناقشون إدارة التراث وآليات الحفاظ عليه

عقد الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس “محمد أبو سعدة” مساء أمس الأربعاء، ببيت السناري، ندوة “التنسيق الحضاري وإحياء التراث في ظل أطر الاستدامة” وذلك في إطار مبادرة “معا لإعلاء  قيم الجمال” التي أطلقها من أجل الحفاظ على التراث.

أدار الندوة الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، وحاضر فيها الدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري سابقا، والدكتورة نيفين حمزة أستاذ العمارة بجامعة نيوكاسل، وعضو مجلس إدارة هيئة الحفاظ على التراث بشمال المملكة المتحدة، وبحضور مجموعة من المسئولين بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والمهتمين بالتراث.

تحدث الدكتور خالد عزب مدير المشروعات بمكتبة الإسكندرية عن أهمية تغيير قوانين التراث والآثار حتى تتعامل مع التراث كمنطقة وليس كعقار وكذلك الأثر، مما يوحد جهود الإنقاذ ونستطيع إيقاف مذبحة التراث التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

وتحدثت الدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن أهمية التراث وتحديداً بمنطقة وسط البلد “القاهرة الخديوية” التي تعد بوتقة مليئة بالكنوز التراثية والقيم الجمالية والمجتمعية التي جعلت منها متحفا عمرانيا  مفتوحا  للموروثات والذكريات ، والتي تعبر عن طرز معمارية باريسية  فرنسية غربية.

وتناولت حواس كيفية تشريح العمران والفرق بين الطابع العمراني والطراز وكيف يتم تشكيل الطابع العمراني من خلال مجموعة الاشتراطات الواجب توافرها في العمران ليصبح لها طابع عمراني متميز يستحق الحماية والحفاظ عليه ومنها أولا نوعية الطراز المعماري لمنطقة أو لمجموعة من البنايات، ثانياً خط السماء وإيقاع الفتحات لهذه المباني وعدد الارتفاعات ومواد البناء والتشطيبات والملمس الذي هو العلاقة بين الظل والنور، والتنسيق بالنسبة لعرض الواجهات ونسبتها للشبابيك، وكذلك شبكة الشوارع والطرق وكيف تلبي احتياجات المجتمع  من حيث مساحة الشارع والفراغات المفتوحة والنسيج العمراني بها، بالإضافة إلى الأنشطة والاستعمالات.

مضيفة أنه إذا توافرت هذه الشروط أو بعضاً منها في منطقة فهذا يتطلب حمايتها وهو ما توفر في القاهرة الخديوية والتاريخية والزمالك وجاردن سيتي والمعادي والإسكندرية وبور فؤاد التي أصدر لهم جهاز التنسيق الحضاري حدود واشتراطات للحماية طبقا للقانون ١٤٤ لسنة ٢٠٠٦ بشأن المباني ذات الطابع العمراني المتميز وكذلك قانون ١١٩ للتنسيق الحضاري بشأن المناطق المتميزة عمرانيا.

كما استعرضت حواس جهود الجهاز في الحفاظ على هذه الذخائر التراثية من خلال مشروع خريطة القيمة التي تعمل بنظام  Gis ، وعرضت لتجربة تطوير القاهرة الخديوية بوسط البلد وأهم المباني التي تم تطويرها وإعادتها لأصلها  كما كانت عند إنشائها بنفس المواد والخامات المستخدمة.

وأوضح المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أن القوانين موجودة ولكن يتم اختراقها والتحايل عليها لإخراج المباني التراثية من قوائم الحصر وهو ما تسبب في الهجمة الشرسة على المباني التراثية التي هدمت  في الفترة الماضية. لذا لابد من تواجد دور للمجتمع المدني حتى يكمل مجهودات الحكومة في الحفاظ على الثروة العقارية التراثية ،وعلى الدولة أن تنشئ صندوق يتم تمويله لتعويض أصحاب العقارات المتميزة وأن يكون قادرًا على الشراكة والاستثمار لتحقيق عائد اقتصادي لهذه المناطق مما يساعد في استدامة الحفاظ عليها.

بالإضافة إلى أهمية رفع الوعي المجتمعي بقيمة التراث والعمل على الحفاظ عليه، كما عرض أبو سعدة لمشروع الحدائق التراثية والتي يتم عمل أرشيف قومي لها من خلال التسجيل حتى يتم الحفاظ عليها ومنها حديقة الأزبكية التي يتم تطويرها فور الانتهاء من أعمال المترو وكيف أن كل حديقة تتبع جهة معينة لذا يجب توحيد هذه الجهات من أجل الحماية  والحفاظ عليها.

واستعرضت الدكتورة ” نيفين حمزة ” أستاذ العمارة بجامعة نيوكاسل بإنجلترا والخبير الدولي في الحفاظ على التراث بالمملكة المتحدة، مجهودات الحفاظ على التراث في إنجلترا والصين، حيث عرضت العديد من نماذج الحفاظ التراث بطريقة تقنية واحترافية عالية الدقة، حيث يتم استخدام العناصر التراثية للمبنى دون المساس به، من خلال عمل حوائط جانبية يتم تركيبها بـ “شاسيهات” باستخدام مسامير صغيرة جدا حتى تحافظ على ما تبقى من المباني التراثية وحتى يتم الإحلال والتجديد مرة أخرى وإرجاع الشيء لأصله.

كما عرضت حمزة مشاركة المجتمع المدني في هذه الدول في حماية وإدارة التراث بما يدر دخلا وتقوم الدولة بإعفاء هذه المنظمات من الضرائب ومنحها قروضا من أجل استعادة هذا التراث وتوظيفه في المجتمع بما يعزز من قيمته المعنوية والمادية.

وعلى هامش الندوة أقيم معرض صور لعمائر القاهرة الخديوية، والذي سلط الضوء على كنوز شاهدة على تاريخ مصر.

الوسوم
إغلاق
إغلاق