التقارير
هدم سيما “علي بابا” وطارق الشناوي يطالب بفيلم عن أسطورة الترسو
تذكرون فيلم “سيما علي بابا” لأحمد مكي! هذا الفيلم الذي قدّم نفسه باعتباره فيلمين في بروجرام واحد، في إشارة لسينما “الكورسال” أو سينما الترسو التي تجذب الفقراء من مختلف الأعمار على مدى عقود طويلة نظرًا لعرضها ثلاث حفلات بسعر تذكرة زهيد لا يتعدى 15 جنيهًا.
سينما “علي بابا” أنشأها مجموعة من الأجانب في أربعينيات القرن الماضي، من أوائل السينمات التي تأسست في مصر وكان ثمن التذكرة وقتها 2.5 قرش، وتعد من أكبر دور العرض في مصر من حيث المساحة فهي تتسع لحوالي 700 فرد.
آخر سينمات الترسو بالقاهرة
وتقع سينما الكورسال في شارع 26 يوليو بمنطقة بولاق أبو العلا بجوار القنصلية الإيطالية، وسط محلات وكالة البلح وبالقرب من ميدان الإسعاف، ولكن يبدو أن الطابع الشعبي للحي الذي تقع داخله بالإضافة إلى سعر تذكرة الدخول حصر جمهورها داخل شريحة معينة؛ جمهور سينمات الترسو في مصر.
وفي مصر يوجد عدد من سينمات الدرجة الثالثة أو سينمات الترسو وهي سينما الزيتون بمنطقة الزيتون، وسينما الكورسال ببولاق أبو العلا، وسينما شارع عبد العزيز فى ميدان العتبة، وسينما ميدان الجيزة، وكلها تقع فى مناطق شعبية يتجمع بها الباعة المتجولون، أغلقت سينما الجيزة وسينما شارع عبد العزيز، بينما طورت “سينما الزيتون” في القاهرة من نفسها وباتت سينما نظيفة فاخرة تشبه باقي سينمات العاصمة، وظلت الكورسال تحمل لقب سينما الترسو الأخيرة في مصر.
وتتميز سينما الكورسال بوضع أفيشات الأفلام مرسومة يدويا بألوان صارخة بدلًا من الملصقات الدعائية المصورة، ولها موظف مسؤول عن رسم تلك الأفيشات أسبوعيًا مما يؤكد على كونها سينما من الدرجة الثالثة، والتي تعرض أفلامًا من مواسم سابقة ولكن هناك جمهور لا يزال يستمتع بها.
الكورسال أم “مغارة علي بابا”
لا احد يعرف على وجه التحديد من أين أتى اسم “علي بابا” رغم أن اسمها الرسمي الكورسال الجديد، إلا أن عدد من الروايات تشير إلى أن الجمهور أطلق عليها هذا الاسم نظرًا لمداخلها ودهاليزها ولكونها أكبر سينما في مصر والتي تشبه مغارة على بابا.
وكونها مبنية في أربعينات القرن الماضي أي مواكبة مع التطوير العمراني لمنطقة وسط البلد “القاهرة الخديوية”، جعل طرازها المعماري قريب الشبه إلى عمارات وسط البلد، إلا أن التدهور طالها خارجيًا أيضًا ولما يطلها أي تطوير خلال السنوات الماضية.
هدم لأجل المصلحة العامة
مع التطور الذي يطال منطقة وسط البلد، ومد خطوط مترو الأنفاق إلى مناطق جديدة، أنذرت الهيئة القومية لمترو الأنفاق أصحاب المحال الواقعة في مسار الحفر لمترو الأنفاق بمنطقة بولاق أبو العلا بإخلاء مواقعهم قبل 25 مايو الجاري، لصدور قرارات بنزع الملكية الخاصة بهذه الأماكن للمنفعة العامة، والتي منها سينما الكورسال، ليسدل الستار على واحدة من أقدم السينمات المصرية وأخر سينما للفقراء “الترسو”.
فيلم عن “علي بابا”
من جانبه قال الناقد السينمائي، طارق الشناوي، إن سينما الكورسال هي أحد المعالم التاريخية للسينما المصرية ولا يمكن هدم سينما بتلك العراقة خاصة وانها تمثل أحد ملامح مصر القديمة رغم التدهور الذي أصابها في السنوات الأخيرة.
وأضاف الشناوي في تصريح خاص لـ”منطقتي” أنه كان على الدولة الاهتمام بها خلال السنوات الماضية حتى لو كانت ملكية خاصة، لافتًا إلى أنها قديما كانت سينما من الدرجة الأولى وتعرض أفلام كعرض أول لها ولها جمهورها المميز.
وطالب الناقد السينمائي بضرورة إنتاج فيلم تسجيلي عن تلك الدار، يرصد تاريخها وشكلها الداخلي والاحتفاظ به للتاريخ إذا كان الهدم ضروريًا للمنفعة العامة.
وقالت سهير حواس، مستشار مشروع تطوير القاهرة الخديوية، لـ”منطقتي” إن “سينما الكورسال من نوعية المبان التي عرفت في أربعينيات القرن الماضي قبل ظهور الطراز المودرن مثل فيلا أم كلثوم والتي تتميز ببناء الزوايا بدورانات، لكنها غير مسجلة بجهاز التنسيق الحضاري كطراز معماري مميز”.
تعليق واحد