التقارير

هكذا تعاون سكان «10 شارع النبراوى» لاستعادة عمارتهم.. المبنى يضم «تاون هاوس» وكان على وشك الإزالة العام الماضي

يعد العقار رقم 10 شارع النبراوي نموذجا لكيف يمكن أن يتعاون السكان الشاغلين في إنقاذ عقارهم التاريخي من الهدم والحفاظ عليه..

[us_separator type=”invisible”]

ففي أبريل من العام الماضي انهار جانبا من العقار رقم 10 شارع النبراوي الذي بُني بين عامي 1900 و1902 ، المعروف بمبنى “تاون هاوس” الجاليري والمركز الثقافي المستقل الذي بدأ عمله في مصر منذ العام 1998، ويشغل أربعة شقق داخل العقار، ولم يصب أحد بأذى حينها، ولكن سلطات الحي اتخذت قرار بهدم العقار بالكامل وسارعت إلى تنفيذ القرار وسط اعتراضات السكان.

حاول السكان التواصل مع الدكتورة سهير حواس رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري -وقتها- وقام وفد من سكان العقار بزيارة نائب محافظ القاهرة، وتعهد لهم بعدم البدء في الهدم حتى تقيم لجنة متخصصة المبنى”، لكن قبل أن تقوم “اللجنة المتخصصة” عملها، بدأ مجموعة من العمال في “إزالة النوافذ وبلاط الأرضيات تمهيدا للهدم” الذي توقف بعد أن قامت اللجنة بمعاينة العقار ، وأعلنت أن “المبنى آمن ووافقت على ترميمه”.

مبنى “التاون هاوس” حاليا – بعد أكثر من عام من محاولة الإزالة- خالي من سكانه، ومن الورش والمحلات التي كانت مقامة أسفله، بسبب استمرار عملية إعادة الترميم وبناء الجزء المهدم من العقار.

[us_separator type=”invisible”]
عمارة النبراوي في أبريل من العام الماضي
عمارة النبراوي في أبريل من العام الماضي – تصوير: صديق البخشونجي
[us_separator type=”invisible”]

قال كريم مصيلحي المسؤول الإعلامي لـ”تاون هاوس جاليري” لـ”منطقتي” إن خلال الفترة الماضية ومنذ إلغاء قرار هدم مبنى “تاون هاوس”، كل سكان العقار تعاونوا من أجل إعادة ترميمه بما فيهم مالكة العقار السيدة كاميليا حسن، كما أن الورش التي كانت مقامة قبل الهدم ساهمت بدورها في تكاليف إعادة الترميم، ولم يكن هناك أي عقبات حتى الشهور الماضية، حتى أن عملية الترميم تتم بوتيرة أسرع مما كان متوقعا.

ويتوقع مصيلحي أن تنتهي عملية الترميم في يناير من العام المقبل، وسيعود “تاون هاوس جاليري” لممارسة نشاطه من الشقق الأربع نفسها التي كان يشغلها قبل الهدم والترميم، ويضيف مصيلحي أن المبنى حصل على تصريح بالترميم وإعادة بناء الجزء المهدم في أقل من أربعة أشهر، بعد أن ألغت الدكتورة سهير حواس قرار إزالة المبنى، وأصدرت قرارا آخر بإعادة الترميم، الذي يتم حاليا على نفقة سكانه.

ويرى كريم إن “الضجة” التي صاحبت عملية هدم المبنى،  كانت في صالح المبنى من ناحية أن دفعت هيئة التنسيق الحضاري بسرعة اتخاذ قرار بوقف الهدم على اعتبار أن العقار “مبنى تراثي”.

[us_separator type=”invisible”]
العمارة مؤخرًا بعد بناء الجزء المنهار - تصوير: صديق البخشونجي
العمارة مؤخرًا بعد بناء الجزء المنهار – تصوير: صديق البخشونجي
[us_separator type=”invisible”]

يقول دليل “أسس ومعايير التنسيق الحضاري للمباني والمناطق التراثية وذات القيمة المتميزة”، الصادر عن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بأن “أعمال الصيانة والترميم تتطلب خلفية علمية وخبرات خاصة وعمالة مدربة تدريبا خاصا يؤهلها للتعامل مع خصوصية المباني التراثية، لذا يجب الاهتمام بتدريب ورفع كفاءة العمالة المتخصصة في هذه المجالات من جهة، ومن جهة أخرى يجب توفير الإمكانات المادية اللازمة لتنفيذ عمليات الصيانة والترميم”.

لا يعرف مصيلحي على وجه الدقة بأن عملية إعادة بناء الجزء المهدم من العقار قد تؤثر على القيمة التراثية له أم لا، خاصة وأن عملية إعادة البناء تتم بمعزل عن جهاز التنسيق الحضاري، يقول كريم بأن “الجهاز لم يرسل عمال مدربين للمساهمة في عملية إعادة البناء والترميم”، والبناء حاليا يتم بواسطة “عمالة عادية” فالسكان بدورهم لا يستطيعون تحمل تكلفة توفير عمالة مدربة على إعادة ترميم المباني التراثية”.

وأوضح المسؤول الإعلامي لـ”تاون هاوس” بأن إعادة بناء الجزء المهدم ليست هي آخر المشاكل التي يواجهها 10 شارع النبراوي، فالمبنى مازال قديما جدا، ويحتاج إلى إصلاحات من الداخل، لكن السكان بمن فيهم “تاون هاوس” سيتعاملون معها تباعا، بعد انتهاء الترميم، وعودة السكان إلى المبنى في يناير المقبل.

الوسوم
إغلاق
إغلاق