التقارير
30 مليون جنيه لتطوير حديقة “الأندلس” التاريخية
أنشئت عام 1929 وافتتحت رسميا في العام 1935 وتتبع محافظة القاهرة

على مساحة 10 آلاف و635 مترًا تمتد حديقة الأندلس، إحدى أقدم الحدائق التاريخية في منطقة وسط البلد، ونظرًا لتعرضها للإهمال على مدار الزمن قررت محافظة القاهرة إخضاعها للتطوير وإعادة الروح إليها.
يقول إبراهيم الدسوقي نائب مدير حديقة الأندلس السابق: “كانت هناك عدة مشاريع لتطوير حديقة الأندلس لكنها لم تكتمل بسبب ضعف التمويل، كما أن وزارة الآثار كانت ترفض المشاركة في تمويل التطوير بحجة إن العائد من قيمة التذاكر لا يذهب إليها، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة منذ نحو ثلاث سنوات حينما أقيم العيد القومي لدول الاتحاد السوفيتي المنشقة بمقر حديقة الأندلس، وقررت تلك الدول تقديم منحة لتطوير الحديقة، ولكن كانت تلك المنحة بسيطة أيضًا ولا تغطي قيمة التطوير حتى قررت محافظة القاهرة مؤخرًا دفع باقي تكاليف مشروع التطوير، ليبلغ إجمالي الميزانية 30 مليون جنيه”.
تم الانتهاء من إعداد الرسومات الهندسية لتطوير حديقة الأندلس التاريخية المجاورة لكوبري قصر النيل، بواسطة استشاريين من جامعة حلوان، وتقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ أعمال التطوير تحت إشراف محافظة القاهرة وقطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار.
ويتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، المرحلة الأولى تشمل تطوير البنية التحتية وإصلاح شبكة الري، حيث يتم ري الحديقة بأسلوب التنقيط ورش المياه، كما سيتم تطوير شبكة صرف النافورة الموجودة في الجزء الفرعوني للحديقة، أما المرحلة الثانية تشمل ترميم نماذج التماثيل الأثرية الموجودة داخل الحديقة، وفي حالة استحالة ترميم أحد التماثيل سيتم عمل نسخة منه ووضعه في نفس مكان التمثال القديم، إضافة إلى ترميم تماثيل ثعابين الكبرى الموجودة في الجزء الفرعوني للحديقة.
يضيف الدسوقي: “سيتم إعادة تشجير الحديقة بالنباتات النادرة التي تم إزالتها سابقًا، كما تم الاستعانة بالصور الخاصة بالحديقة التي ظهرت في بعض لقطات الأفلام ومنها فيلم أمير الانتقام، وذلك لإعادة شكل الحديقة كما كانت في السابق، مع إضاءتها بالإضاءة البانورامية.
حديقة الأندلس
يعود تاريخ إنشائها إلى العام 1929، في عهد ذو الفقار باشا الذي افتتحها رسمياً في العام 1935 وأهداها لمديرية القاهرة آنذاك (محافظة القاهرة حالياً)، ومنذ ذلك الوقت تؤول تبعيتها إلى محافظة القاهرة.
تمتد الأندلس على مساحة 11650 متر، أي حوالي 3 أفدنة ونصف، بجوار كوبري قصر النيل وتم تصميمها على طرازين, الطراز الهندسي الذي يعني استخدام المشايات والأحواض الزراعية للمسطحات الخضراء لتكون على شكل أشكال هندسية, والطراز الأندلسي الذي يستخدم فيه الخزف والقيشاني والكتابات الإسلامية بالخط الكوفي العربي.
الحديقة مقسمة إلى 3 أجزاء هم الجزء الفرعوني والجزء الإسلامي بالإضافة إلى الجزء الأندلسي.
يتميز الجزء الفرعوني بوجود التماثيل الفرعونية من أول مدخل الحديقة وعلى امتداد كل جزء فيها، فهناك نماذج لتماثيل فرعونية, مثل تمثال حارس معبد الكرنك وتمثال كليوباترا بالإضافة إلى تمثال رمسيس، وكانت تتوسط الحديقة مجموعة من النافورات مستطيلة الشكل، على كل حرف من المستطيل تمثال من ثعبان الكوبرا, ولكن تعرضت تلك النافورات للتدمير بسبب عوامل الزمن والإهمال، فتم تحويلها واستخدامها كأحواض ومعارض للزهور .
أما الجزء الأندلسي فهو عبارة عن مدرجات وفي منتصف الحديقة يوجد البهو الفرعوني ومجموعة من النوافير, وبعض النافورات على شكل تمثيل لأسود تصب من فمها المياه، ولكن تعرض هذا الجزء الأندلسي للتدهور خلال الأعوام السابقة وقد خصص الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة الأسبق ميزانية قدرت ب 5 مليون جنيه لترميمه، وتوقف المشروع فترة، وحالياً تم رصد ميزانية جديدة لعمليات الترميم، بمشاركة سفارة أسبانيا.
أما الجزء الإسلامي فهو يتميز بوجود نافورة كبيرة، فالحديقة كلها على تصميم خط واحد، حيث يتساوى الجانب الأيمن مع الجانب الأيسر.
حديقة الأندلس في بدايتها كانت تضم حديقة الجزيرة التي تقدم خدمات ترفيهية، ولكن نظراً للأهمية الأثرية لحديقة الأندلس فقد ابتعدت عن تقديم الألعاب والملاهي، وانفصلت عن الجزيرة في العام 1991 عن طريق ما يسمى بالمشروع الريادي التابع للمحافظة، وحالياً في طريقها للانضمام لوزارة الآثار التي تشرف عليها.
تعليق واحد