التقارير
6 عادات رمضانية في وسط البلد أوقفها “كورونا”

لسنوات طويلة ظلت منطقة وسط البلد ملاذًا في شهر رمضان الكريم، لمحبي الإفطار والسحور خارج منازلهم، وللباحثين عن الفعاليات الفنية والترفيهية للاستمتاع بأوقاتهم، وجاءت جائحة فيروس كورونا هذا العام لتغلق الأبواب أمام إقامة أية فعاليات، ولتحرم الصائمين من متعة الخروج وسط الميادين والاستمتاع بالأجواء الرمضانية في وسط البلد، في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمنع التجمعات تفاديًا لانتشار الفيروس.
في هذا العام تغير وجه منطقة وسط البلد كليًا.. في التقرير التالي نستعرض أهم ملامح التغيير.
1- عربات الفول
السحور على عربات الفول كان أحد أهم الأنشطة التي يحرص عليها رواد وسط البلد، حيث الاستمتاع بالمذاق الخاص وسط الأبنية التاريخية والتراثية.
وقبل بدء جائحة كورونا كانت تتمركز في منطقة وسط البلد عدة عربات لبيع الفول وتقديم الطلبات، أشهرها.. عربة «سعد الحرامى» بتقاطع شارعي شامبليون ومحمود بسيوني، والثانية عربة «عم حمدي» أو المعلم حمدى مصطفى، وكانت تتمركز فى شارع الفلكى من ناحية شارع صبرى أبو علم، وكان يحرص صاحبها على تعليق صورة رخصة مزاولة المهنة وشهادة صحية فى مكان بارز.
بدأ المعلم “حمدي” العمل في مهنة بيع الفول منذ انتقاله من محافظة الوادى الجديد الى القاهرة عام 1993، وكانت بدايته عند الجامعة الأمريكية، ثم انقطع فترة لتأدية الخدمة العسكرية، وبعدها عاد للعمل فى شارع الفلكى حيث تمكن من الحصول على رخصة من الحى وشهادة صحية.
يعلق المعلم حمدي على عدم تواجدههذا العام: “رمضان هذا العام مختلف، فلن نتمكن من تقديم طلبات السحور للزبائن، نظرًا لمواعيد حظر التجوال التي تمنعنا من العمل في أوقات متأخرة”.
العربة الثالثة عربة الحاج يوسف مرسي، داخل جراج الأهرام بشارع علوي، والتي كانت تقف بالقرب من مبنى البورصة بشارع شريف منذ عام 1973، ثم انتقلت إلى داخل الجراج.
٢- موائد الرحمن
لطالما كانت موائد الرحمن في «القاهرة الخديوية» ملاذًا للفقراء والمحتاجين ومن تقطعت بهم السُبل قبل موعد الإفطار.
ومنع قرار صادم من الحكومة، إقامة موائد الرحمن لمنع التجمعات تجنبًا لانتشار فيروس كورونا التاجي، واختفت بذلك أحد أبرز المعالم الرمضانية في منطقة وسط البلد.

بعض موائد الرحمن كانت تُقام في وسط البلد منذ أكثر من ٢٥ عاما، وأشهرها الموائد التى كانت تنظمها عائلة «زينهم» التي يعمل أفرادها بتجارة التحف والأنتيكات بشارع هدى شعراوي، مثل مائدة الحاج حسن زينهم، ومائدة الحاج علي زينهم اللتين كانتا تقاما بجوار سور بطريركية الأرمن الكاثوليك بشارع صبري أبو علم. وهناك أيضا مائدتا «جراج الساحة» إحداهما كان يقيمها الأخوان الحاج فؤاد والحاج محمد عبد النعيم عند الجراج المطل على شارع علوي، والثانية عند مدخل شارع مظلوم وكان يقيمها الحاج محمد عبد العزيز مالك أرض الجراج.
هذا بالإضافة إلى مائدة الحاج غريب بشارع التوفيقية، والتي كانت تستضيف ما يزيد على ٥٠٠ فرد.
٣- المطاعم
تضم منطقة وسط البلد العديد من المطاعم التي أغلقت أبوابها نتيجة لقرارات الحكومة بغلق المطاعم منعًا للتجمعات.

في وسط البلد كانت هناك مطاعم إفطار اللحظة الأخيرة، التي كان يلجأ إليها الصائمين للإفطار إذا لم يكونوا مستعدين وانطلق المدفع وكانوا متواجدين بالشارع، منها مطعم «البرنس» بشارع علوي، ومطعم «وسط البلد» بشارع شريف، ومطعم “آخر ساعة” الشهير و”الألفي بك” بممر الألفي، بالإضافة إلى مطعم “فسحة سمية” بشارع هدى شعراوي، وغيرها من المطاعم.
٤- القهاوي
مقاهي وسط البلد لها جاذبيتها الخاصة في ليالي رمضان، وتضم وسط البلد مقاهٍ تاريخية مثل «زهرة البستان» أو «سوق الحميدية» و«الندوة الثقافية» بباب اللوق، أو أخرى حديثة نسبيًا في شارع هدى شعراوي بتفرعاته حيث تضم ما لا يقل عن ١٠ كافيهات، أو إذا كنت فى ميدان «طلعت حرب» يمكنك الذهاب إلى شارع «شامبليون» والشوارع الصغيرة المتفرعة منه حيث مقهى التكعيبة، أو تنتقل إلى الجهة الأخرى من وسط البلد، حيث شارع الألفي بالتوفيقية لتجد العديد من المقاهي الكبيرة التي تفترش بكراسيها الممر الواسع بعد تطويره.

كل تلك المقاهي لن تجدها مفتوحة خلال أيام الشهر الكريم، بسبب إغلاقها لمنع التجمعات تفاديًا لانتشار الفيروس التاجي.
٥- المراكز الثقافية
الجلوس بالمقاهي والتمشية في شوارع القاهرة الخديوية وسط العمارات الأوروبية الطابع لم تكن النشاط الوحيد في ليالي شهر رمضان بوسط البلد.

فهناك الكثير من المراكز الفنية والثقافية التي كانت تستضيف العديد من الفعاليات المختلفة حتى شهر رمضان من العام الماضي؛ ما بين ندوات وعروض مسرحية وأمسيات فنية، منها مكتبة البلد بشارع محمد محمود، ومركز «ملاذ» بشارع طلعت حرب، أو«الجريك كامبس» بشارع محمد محمود.
٦- الأماكن الترفيهية
تسببت الإجراءات الحكومية لمنع التجمعات في حرمان رواد منطقة وسط البلد من الفعاليات الفنية والترفيهية التي كانت تقام في ممرات وسط البلد، أبرزها فعاليات ليالي المقامات الروحية، والتي كانت تقيمها فرقة سماع للإنشاد الديني في ممر بهلر بوسط البلد. وكذلك الفعاليات التي كان يقيمها صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة بممر الشريفين في منطقة البورصة.
