الجاليري

الفندق المفقود في مول طلعت حرب

عندما تدخل مول طلعت حرب عليك أن تتخيل أنك إذا أردت أن تقضي سهرة صاخبة فعليك أن تواصل سيرك إلى الأمام لتدخل الملهي الليلي، أما إذا أردت أن تقضي يوم أو أيام في غرفة أو جناح فعليك أن تتجه إلى شمالك لتجد موظفي الاستقبال يرحبون بك وإذا واصلت سيرك فأنت في الكافتيريا، هذه هي الاتجاهات التي كانت في فندق ناشيونال العريق الذي يقام مول طلعت حرب على مساحته.

وإذا أردت أن تتعرف كيف كان المظهر العام للفندق فعليك الخروج من المول والاتجاه إلى ناصية شارع طلعت حرب مع شارع عبد الخالق ثروت وتنظر إلى العمارة السكنية التي تحتل الناصية واللصيقة بالمول وتعلوها قبة “شخشيخة” لتتعرف كيف كان الشكل العام للفندق “المفقود”، إذ كان يتشارك معها نصف المساحة المقامة عليها وفي الشكل الخارجي.


تميز الفندق عند افتتاحه عام 1921عن باقي فنادق وسط القاهرة بأنه يتيح لداخليه غير الراغبين في الإقامة فيه الاستمتاع بقضاء وقت في كافتريته أو مطعمه أو البار، أو قضاء سهرة في الملهى الليلي والذي يشاركه في المدخل ويحمل اسم “بيروكيه” دون الحاجة إلى أن تكون نزيلا، وأدى ذلك بشكل عام إلى تصنيف الفندق بأنه من فنادق الدرجة الثانية مقارنة بالفنادق الفاخرة المتواجدة في وسط القاهرة مثل سافوي وشيبرد والانتركوتننتال، وانعكس ذلك على نوعية النزلاء إذ كانوا من الصف الثاني من المسؤولين وكبار الموظفين والخبراء الفنيين من المصريين والأجانب إضافة للأفواج السياحية، لتنافس في ذلك مع عدد من فنادق نفس الدرجة في وسط البلد.

بلغت ذروة إشغال الفندق مثل باقي فنادق وسط البلد إبان الحرب العالمية الثانية ومع استمر تراجع الإشغالات في نهاية الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين لجأت إدارة الفندق إلى توسيع موارده من خلال تحويل جزء من بدروماته المطلة على شارع طلعت حرب والتي كانت تضم العديد من مرافق خدماته من مطبخ ومغسلة وغيرها إلى محل واحد للملابس وخاصة الجلدية منها متعدد المداخل يتم الدخول إليه بواسطة سلالم تهبط بمستخدمها إلى مستوى أدني من الشارع، كما تم أيضا استغلال الناصية التي تجمع بين شارعي طلعت حرب وعبد الحميد سعيد لتكون مقرا لشركة للسفر والسياحة يتم الصعود من الشارع اليها بسلالم تم بناءها.
وفي بدايات التسعينيات أغلق الفندق وتم هدمه واستثمر البنك الأهلي ارضه في بناء مول طلعت حرب بأدواره الخمسة بالإضافة إلى البدروم.

الوسوم
إغلاق
إغلاق