الجاليري

القاضي الثوري!

لم تصلنا من سيرة سلامة ميخائيل سوى شذرات قليلة متناثرة هنا وهناك.

كان القاضي سلامة بك ميخائيل من أعضاء حزب الوفد، وقد شارك في ثورة 1919 باشتراكه في اللجنة التي نظمت أحزاب الوطنيين. في إبريل عام 1921، وكدأب الحكومات في استهداف الثوريين، تمتإحالته للمحاكمة التأديبية بسبب اشتراكه في تكريم سعد زغلول، إلا أنه حصل على البراءة في تلك القضية. عام 1923 أدى عملا جليلا آخر إذ أوفده سعد باشا زغلول ليشرح وجهة نظر مصر في مؤتمر دول الحلفاء في تركيا.

ويبدو أن سلامة بك ميخائيل كان قاضيا ثوريا منذ ما قبل 1919 بكثير، ففي 1910، وقد كان قاضيا في محكمة طهطا في ذلك الوقت، أصدر حكما بحبس مأمور لقيامه بصفع المعاون أمام الجمهور، وقد كان تصرف المأمور شيئا شائعا في ذلك الوقت، وأما ذلك الحكم فلم يكن كذلك!

توفي هذا القاضي الثوري عام 1931، ودفن في هذا المدفن المتواضع.

ترى هل لا زال أحد يتذكر هذا القاضي وأعماله الثورية؟ هل كان لمجهوداته أي أثر في تحسين أحوال وطنه؟ هل كان سلامة بك سيصر على السير عكس التيار وعكس السائد، ومكابدة عواقب ذلك، إذا عرف كيف ستصير أحوالنا اليوم؟ ففي بلادنا وبعد ما يقرب من مائة سنة لازال المأمور يضرب المعاون، والمعاون يضرب الجمهور.

المكان: مقابر الأقباط الأرثوذوكس بالجبل الأحمر.

الوسوم

‫2 تعليقات

  1. تنبيه: Google
  2. تنبيه: Google
إغلاق
إغلاق