الجاليري
المثلث المفقود.. «ماسبيرو» قبل الاختفاء الأخير!

❱❱ صور «مثلث ماسبيرو» قبل الاختفاء الأخير!
أنزلت الكاميرا عن عيني فأشار لي الرجل الجالس على القهوة قائلا: “خلاص الحاجات دي راحت عليها. كل ده هيتهد”.
كان المنزل ذو الطابقين الذي قمت بتصويره رائع الجمال، بنقوش بارزة حول النوافذ، وشرفات خشبية مشغولة بأشكال زخرفية. كانت النوافذ مفتوحة وبدا من الداخل أن الأثاث وكل شيء آخر قد نُقِل، عدا مروحة سقف قديمة.
“انت فاكر الدنيا هنا كانت فاضية كده؟ الشارع ده ما كنتش تعرف تمشي فيه. كانت الناس بتخبّط في بعضها”.
تدّعي السّلطات أنها تريد تطوير ما يسمى بـمثلث ماسبيرو من أجل توفير حياة كريمة لسكانه. مثلث ماسبيرو هو منطقة كبيرة على شكل مثلث تقع خلف مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، يحدها كل من شارعي 26 يوليو والجلاء ونهر النيل، وهي تتبع حي بولاق. يضع المستثمرون أعينهم على هذه المنطقة منذ سنوات بسبب ارتفاع قيمة تلك الأراضي لإطلالتها المميزة على النيل، وقربها من المنطقة التاريخية لوسط البلد.

ليست المنطقة عشوائية أو شديدة السوء كما يدعون، بل هي منطقة تراثية من أقدم مناطق القاهرة، وتزخر بمئات البيوت البديعة التي لا تحتاج إلا إلى القليل من الترميم لتعود إلى رونقها القديم، كما نرى في الصور التالية.



سنوات وسنوات والدولة تخوض صراعا مع السكان لإخلائهم وتسليم المنطقة للمستثمرين لتسويتها بالأرض وبناء أبراج تجارية تباع لعلية القوم من راغبي السكن على النيل. لم يشفع للمنطقة تاريخها الطويل أو مبانيها التراثية أو المناشدات العديدة التي قام بها معماريون ومهتمون بالشأن العام من أجل إنقاذها. لقد تم اتخاذ القرار وقضي الأمر.
لا شيء يستطيع أن يقاوم سطوة رأس المال، ولا حياة لمن تنادي ■