الجاليريكنوز معمارية
حقيقة وجود مشنقة بعمارة “تيرنج” في العتبة!
تقع عمارة “تيرنج” الشهيرة، ذات القبة المتفردة، في منطقة العتبة بالقاهرة، وصممها المعمارى اليهودي النمساوي “أوسكار هوروفيتس” أوائل القرن العشرين، وتعود ملكيتها إلى الثري اليهودي “فيكتور تيرنج”، المولود في اسطنبول، والذي كان يطمح أن يحاكي في عمارته فنادق «سيزار ريتز» التجارية في أوروبا، وقد وقع اختياره على منطقة العتبة الخضراء، كونها تربط بين القاهرة القديمة والجديدة لتصبح “تيرنج” بذلك من أكبر المتاجر متعددة الطوابق بالقاهرة في ذلك الوقت.
أراد “تيرنج” تمييز مبناه فأمر بتصميم الكرة الأرضية التي تحملها أربعة تماثيل أعلى قبة المبنى، وكانت تلك الكرة تظهر لامعة براقة في الليل.
وقد راجت شائعات كثيرة تقول أن قبة “تيرنج” بها مشنقة! لكن الأمر لا يعدو كونه أسطورة بالطبع! أما الآن فقد استغلها أصحاب الورش في تأجيرها لتكون سكنا للعاملين. يقول أحد سكانها الحاليين إن تلك القبة كانت مفتوحة وتستند على عدة أعمدة ولكن حين بدأ استغلالها فى السكن تم إعادة بناء جدرانها وتركيب شبابيك بها.
تقع “تيرنج” فى خمسة طوابق، كانت تستغل بأكملها فى عرض المنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية والعطور الباريسية والأقمشة الإنجليزية، وفي ﻋﺎﻡ 1915 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎني ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ وقام بمصادرة ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ التي تعود ملكيتها ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ، من بينها مبنى “تيرنج” ولكن في نهاية ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺗﻢ ﻣﻨﺢ متجر “تيرنج” ﺗﺮﺧﻴﺼﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ في ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻔﻘﺪﺍن المتجر ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩ بالبضائع فقد ﺗﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎطه ﻋﺎﻡ 1920، وﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴته ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟملاك، آخرهم التاجر حسين عبد العظيم صاحب إحدى المدابغ الكبرى بمنطقة العتبة، والذي اشتراها بمبلغ 80 ألف جنيه عام 1951، والآن تحولت طوابق العمارة إلى محال تجارية وورش ومخازن ويصل سعر إيجار المحل نحو ألفي جنيه، إلى جانب ذلك احتل مدخلها الباعة الجائلين وسيطروا عليه، ونتيجة لذلك يجد المسئولون صعوبة في تطويرها.
وتقول الدكتورة سهير زكي حواس أستاذ العمارة بجامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري: “مبنى “تيرنج” لم تحدث به أية أعمال تجديد من قبل، حيث من الصعب الوصول لمدخله فهو يحتوي الكثير من الفراغات البينية التي يحتلها الباعة الجائلين والأكشاك والورش والمخازن”.
ويشير المهندس سعيد البحر مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية إلى صعوبة وضع السقالات في مدخل المبنى نتيجة تحوله إلى سوق للباعة الجائلين، إضافة إلى إن تكلفة تطويره باهظة قد تصل إلى أكثر من مليون جنيه ولا يمكن للمحافظة أن تتحملها وحدها، لذا تم تأجيل أعمال التطوير في الفترة الحالية.
تعليق واحد