
يتذكر هواة الأفلام المصرية القديمة بالأبيض والأسود وخاصة عشاق عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت فيلم “يوم من عمري” الذي تم إنتاجه سنة 1961 مشهد من داخل مطار القاهرة القديم، عندما استأذنت زبيدة ثروت بعد وصولها من الخارج والدها وزوجته للذهاب إلى الحمام في محاولة منها للهروب من الخطوبة التي دبرتها زوجة والدها الانتهازية من أحد أقاربها، وفي الحمام تسمع المايكرفون يقول “تعلن مصر للطيران عن تحرك الأتوبيس المتجه إلى ميدان الأوبرا”، فتلجأ لركوبة كوسيلة للهرب ونشاهد أتوبيس مصر للطيران بلونه الأبيض بعد أن استقلته يتحرك ويجر خلفه مقطورة عبارة عن صندوق أبيض اللون حيث التقت عبد الحليم حافظ داخله.

وفي مشهد بديع يعكس روعة ورنق ونظافة ميدان الأوبرا، نرى الأتوبيس يتحرك في الميدان ليقف أمام المحطة الأنيقة التي تكسو واجهتها الرخام الأبيض والأسود، والتي كانت تقع على شارع الجمهورية ما بين شارعي عدلي وعبد الخالق ثروت، وتنزل منه وتتهرب من عبد الحليم بالتظاهر بدخول المحطة، في مشهد يظهر أناقتها ونظامها وأناقة العاملين وهم ينقلون شنط الركاب عندما تخرج ترى وصول والدها وزوجته بالسيارة ليسرعوا بالدخول المحطة بحثا، وننتقل لمشهد من داخل المحطة يعكس جمال ديكورها، ووالدها يسأل الموظف على الكاونتر عنها ولتنتهي المشاهد في المحطة.

نقلت مشاهد الفيلم بشكل سريع وبصدق كل الكثير من التفاصيل للمحطة، كانت المحطة بأناقة مطار دولي وكانت تقدم خدمات تعتبر بمقام نصف الخدمات التي تقدم بالمطار، من إنهاء إجراءات صعود الطائرة بالنسبة للركاب المغادرين من حجز المقعد على الطائرة المغادرة ووزن الأمتعة وشحنها، وبالنسبة للركاب القادمين كانت تقدم لهم خدمة توفير انتقالهم من المطار إلى المحطة في وسط القاهرة ونقل أمتعتهم وتسليمها لهم فيه.
انتهى دور المحطة مع افتتاح ميناء القاهرة الجوي (عام 1963) بما يمتلك من الإمكانيات لاستيعاب إجراءات السفر كاملة وهذا ما أدى إلى إغلاقها، ونظرا لقدم العمارة التي تقع المحطة أسفلها تم إزالة المبنى، ومازالت مصر للطيران تستغل أرضه في خدمة رحلات سفر الحجاج من خلال أكشاك وخيام تستقبلهم فيها لإنهاء إجراءات حجوزاتهم وسفرهم.
تعليق واحد