حوارات صحفية
ريهام عرام: أحلم بتحويل القاهرة الخديوية إلى متحف مفتوح للتراث
حوار «منطقتي» مع مدير إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة

منذ بدأ العمل في مشروع إعادة إحياء القاهرة الخديوية بنهاية عام عام 2014، أصبح اسم الدكتورة ريهام عرام أكثر الأسماء المتداولة في الأوساط المختلفة ذات العلاقة بوسط البلد، نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه في مشروع تطوير القاهرة الخديوية، من خلال عملها مديرًا للإدارة العامة للحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة.
هنا تتحدث الدكتورة ريهام عرام لـ «منطقتي» عن حياتها العملية كامرأة تتولى منصب قيادي في سن صغيرة ورؤيتها لتطوير وسط البلد.
في البداية تقول عرام: «تخرجت عام 1998 من قسم الإرشاد السياحي الفرنسي بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وفي هذا القسم درست تاريخ وحضارة مصر عبر العصور المختلفة بداية من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، فدرست تاريخ مصر الفرعوني والإسلامي والقبطي وكل ما يخص تاريخ مصر، لكن تخصصت عند تحضيري للماجستير في تاريخ مصر القديم، وحصلت على الدكتوراه عام 2011 في نفس التخصص، وكانت بداية عملي في محافظة القاهرة في قسم العلاقات الخارجية، ومن خلال عملي تعرفت بممثلي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» التي سعت لأن تكون لمحافظة القاهرة إدارة خاصة للحفاظ على القاهرة التاريخية باعتبارها موقعًا من مواقع التراث العالمي».
وتواصل عرام: « تواصلت مع محافظ القاهرة، وعرضت عليه تشكيل إدارة للحفاظ على تراث القاهرة عمومًا فهي غنية بالأماكن التراثية والمناطق الأثرية، وبدأت رحلتي لتشكيل تلك الإدارة، فحصلت على موافقة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة عام 2015، ومن ثم بدأت الإدارة في عملها الرسمي تحت إشرافي المباشر وبمساعدة مجموعة من المهندسين والأثاريين ومجموعة من المتخصصين في مجال التاريخ والسياحة والذين تم تأهيلهم من قبل اليونسكو، كما تم تعيين مجموعة من حملة الماجستير والدكتوراه لتكون الإدارة شاملة ذوي الكفاءات لوضع رؤية للحفاظ على تراث القاهرة».
وعن مشروع تطوير القاهرة الخديوية تقول عرام: «عَمَلت إدارة الحفاظ على التراث على تطوير القاهرة الخديوية منذ عام 2015 حيث أجرينا العديد من التعديلات، فوسط البلد قبل التطوير كانت مرتعًا للباعة الجائلين وعانت من الفوضى العارمة، وكان شارع 26 يوليو من أكثر الشوارع التي عانت من تلك الفوضى حيث امتلأ بالباعة الجائلين الذين شكلوا عوائق حالت دون مرور السيارات والمارة إلا في مساحات صغيرة، وتسببوا في حجب جمال العقارات في القاهرة الخديوية، ولكن كل تلك الأمور عالجناها من خلال عمل الإدارة، حيث تم نقل الباعة إلى سوق الترجمان بعد تخصيص أماكن لهم، كما تم منع الركن في شوارع وسط البلد، وتوفير شاشات في الشوارع المختلفة تعرض عدد الأماكن المتاحة للركن داخل الجراجات لتنظيم عملية الركن بصورة أفضل».

وتتابع مدير إدارة الحفاظ على التراث: «بعد أن انتهينا من تأهيل منطقة وسط البلد للعمل بدأنا في تطوير واجهات العقارات التراثية، وانتهينا حتى الآن من تطوير نحو 200 عقار من أصل 500 عقارًا تاريخيًا، بالإضافة إلى تطوير العديد من الميادين منها ميدان التحرير، وميدان عابدين، وميدان باب اللوق، وشارع الألفي وممر بهلر وممرات أخرى، وحاليًا جاري العمل على تطوير منطقة مثلث البورصة والتي تحتضن عددًا من المباني المهمة، كالبنك المركزي، والبورصة المصرية، ودار الإذاعة المصرية، وسيتم تحويلها إلى منطقة للفنون».
وعن المشاكل التي تواجهها كامرأة متولية منصبًا قياديًا تقول الدكتورة ريهام عرام: «هناك العديد من الصعوبات التي واجهتها في بداية عملي من ناحية تعامل بعض العاملين، فدائمًا ما يتوقعون الفشل فلا يقدمون التعاون ولا يتعاملون بسهولة، لكن المرأة أثبتت جدارتها في كل المناصب التي تولتها، واستطعت أنا كذلك تخطي العديد من تلك الصعوبات بنسبة كبيرة».
وعن رؤيتها لمنطقة وسط البلد مستقبًلا تقول ريهام عرام: «أحلم بتحويل منطقة وسط البلد إلى متحف مفتوح للتراث، وهو حلم نعمل على تحقيقه بالفعل من خلال الإدارة العامة للحفاظ على التراث، وسيتم وضع التواصل مع سكان المنطقة في الحسبان، فهم أصحاب المصلحة الأولى».
تعليق واحد