حوارات صحفية
دينا أبو السعود: فرضنا نجاح «عيش وملح» على الآخرين
«واجهت أنا وشريكتي الكثير من الصعوبات فكوننا سيدات لم يكن بالأمر السهل»

لم يكن الطريق سهلا أو ممهدا بالكامل أمام دينا أبو السعود ونادية دروبكن الشريكتان في مطعم «عيش وملح» بشارع عدلي، عندما قررتا بدء التجربة..
تحكي دينا أبو السعود لـ«منطقتي» عن بداية عملها والتقائها بشريكتها نادية: «بعد تخرجي من قسم الإرشاد السياحي بكلية الآداب جامعة حلوان كنت أعمل في أحد الفنادق في منطقة وسط البلد، وكانت نادية الأمريكية الأصل تدرس في الجامعة الأمريكية بالتحرير، وصادف ذات يوم أن تعرفت عليها خلال إقامتها بنفس الفندق الذي كنت أعمل به، ونشأت بيننا صداقة منذ أكثر من عشر سنوات، وخلال تلك السنوات كنت أفكر في إنشاء مشروع خاص وأحتاج إلى من يسِّوق له، والأمر كذلك بالنسبة لنادية، فتناقشنا حتى قررنا الدخول في شراكة، وفي عام 2009 قمنا باستئجار فندق «ديناز هوستن» بشارع عبد الخالق ثروت واستطعنا من استغلال المساحات الشاغرة في إقامة حفلات وفعاليات فنية مختلفة».
وتتابع: «بعد فترة تركنا «ديناز هوستن» لأسباب مختلفة، وقررنا خوض تجربة جديدة في مجال المطاعم والكافيهات، فقمنا باستئجار كافيه «كافيين» في شارع شريف حوالي عام 2013 واعتمدنا فكرة جديدة هي دمج المشروبات الأوروبية بالمصرية، ولاقت الفكرة نجاحًا كبيرًا».
وعن تجربة «عيش وملح» تقول دينا: «قبل أن أفتتح أنا ونادية «كافيين» كنت دائمًا ما أمر في طريقي على المطعم بشارع عدلي ودائمًا ما كنت أنظر عبر نوافذه المغلقة إلى الداخل لاستكشافه، وأحلم باستئجار هذا المكان الذي سيكون علامة فارقة في تاريخي، مرة تلو الأخرى بحثت عن مالك المكان، حتى توصلت إلى الإدارة وعرضت عليهم استئجار المكان لكنهم رفضوا، إلا إنني أصررت وكنت كل شهر أذهب حوالي 3 مرات لأتفاوض معهم، ولكن دون جدوى، استمر الأمر حوالي 3 سنوات ونصف وفي المرة الأخيرة ذهبت وضعت رقمي الخاص أسفل زجاج مكتب الإدارة وطلبت منهم التواصل معي في حال وافقوا. مضيت في طريقي أنا ونادية وافتتحنا «كافيين» وبعد مضي 3 أشهر وافق مُلاك «عيش وملح» على تأجيره وعلى الفور تواصلوا معي، إلا إنني في تلك المرة رفضت، فلم يمضِ الكثير من الوقت على افتتاح «كافيين»، إلا إنهم أصروا على أن أذهب وأشاهد المطعم من الداخل ومن ثم أفكر في الأمر، وبالفعل ذهبت أنا ونادية وأعجبنا المكان الذي اعتبرته كنزًا مدفونًا، فمساحته كبيرة للغاية على عكس ما يبدو من الخارج، ووافقنا على تأجيره وكان عام 2014».
وتتابع: «من خلال «عيش وملح» استطعنا تقديم وجبات ذات طابع أوروبي، بالإضافة إلى تقديم فعاليات ترفيهية مجانية للجمهور منها إقامة سوق للعديد من المنتجات وكذا تقديم عروض مسرح العرائس وعروض أفلام شهرية».
وعن الصعوبات التي واجهت التجربة تقول أبو السعود: «واجهت أنا وشريكتي الكثير من الصعوبات فكوننا سيدات لم يكن بالأمر السهل، فدائمًا يستغرب الكثيرين من فكرة عمل المرأة وتقلدها منصبًا أو امتلاكها مشروع خاص، ومنذ افتتحنا الفندق كانت هناك تساؤلات من البعض أغلبها أين هو زوجك وعائلتك، إضافة إلى عدم تقبل العمال أنفسهم لأن تكون مديرتهم امرأة، كما قابلتنا الكثير من الصعوبات من ناحية التعامل مع الجهات الأمنية واستصدار تراخيص لإدارة المكان، وعندما استأجرنا «كافيين» وجدنا الأمر أصعب، حيث فٌرض علينا التعامل مع الناس وكثيرًا ما حاول الجيران فرض آرائهم والتدخل في شئوننا بصورة كبيرة، وحدثت الكثير من المضايقات التي استطعنا التعامل معها وإثبات قوتنا، وفي «عيش وملح» أصبح لدينا القوة والخبرة في التعامل مع الناس، وفرضنا نجاحنا على الآخرين».
تعليق واحد