التقاريرحوارات صحفية
“منطقتي” يحاور مدير مجمع التحرير: لا توجد خطة واضحة لاستغلال المجمع بعد إخلائه.. وتفريغ 356 مكتبا حتى الآن

منذ عام 2016 أعلنت محافظة القاهرة عن خطتها لحل الأزمة المرورية وتقليل التكدس المروري في شوارع منطقة وسط البلد.
وكانت تلك الخطة تستهدف بشكل مباشر مجمع التحرير الذي يستقطب جمهورًا كبيرًا من كافة أنحاء الجمهورية لقضاء مصالحهم.
الخطة قضت بإخلاء المجمع من المكاتب الإدارية التي تشغله وتوزيعها في مناطق خارج منطقة وسط البلد، وبالتالي تقليل الجمهور الوافد إلى المجمع وتقليل الكثافة المرورية. وحددت المحافظة منتصف عام 2017 تاريخًا للإخلاء النهائي للمجمع، ولكن حتى الآن لم تتحقق تلك الخطة.
لماذا تأخر إخلاء مجمع التحرير؟
“منطقتي” حاور أسامة عبد العال المدير التنفيذي لمجمع التحرير؛ للوقوف على آخر التطورات في خطة إخلاء المجمع، ولماذا تأخر الإخلاء التام، وما هي الخطة الموضوعة لاستغلال المجمع فيما بعد؟!
في البداية يقول مدير مجمع التحرير: “يستقبل المجمع يوميًا ما بين ٢٠ ألف إلى ٢٥ ألف شخص، حيث يعد أكبر مبنى إداري في منطقة الشرق الأوسط، وفي عام 2017 بعدما تبنت الحكومة خطة لتطوير مجمع التحرير وترميم واجهته، وإخلاءه من بعض إداراته تمهيدًا لإخلائه بشكل نهائي، أُخلي حتى الآن حوالي 140 مكتبًا تابعًا لوزارة التضامن الاجتماعي، كانت تشغل الدور الخامس بالمبنى الضخم، كما انتقلت مكاتب إدارة الجوازات، مؤخرًا، إلى خارج المجمع، وكانت تشغل الطابقين الأول والثاني به، بعدد مكاتب تبلغ ما يقارب 215 مكتبًا، وكانت تلك المكاتب تستقبل نسبة تزيد على 75 بالمائة من المترددين على المجمع، وبنقلها خارجه خف الضغط على المجمع بطريقة ملحوظة.
نقل الوزارات من وسط البلد إلى العاصمة الإدارية الجديدة
وعن خطة نقل المكاتب الإدارية إلى مكاتب بديلة سيتم إنشائها على قطعة أرض بمنطقتي الوايلي ومدينة نصر حسبما أعلنت محافظة القاهرة في وقت سابق، أشار عبد العال إلى إن تلك الأبنية لم ينتهِ العمل بها، وأرسلت المحافظة خطابات إلى جميع الإدارات بتوفير أماكن بديلة خارج المجمع، ولكن حتى الآن لم تعلن أية إدارة عن توافر أماكن وهو ما أخر خطة إخلاء المجمع في الوقت الذي كان مقررًا لها”.
وأضاف: “لن تنتقل أية مكاتب إدارية من داخل المجمع التحرير إلى العاصمة الإدارية الجديدة حسبما أشيع، ولكن سيتم نقل الوزارات الموجودة في منطقة وسط البلد لتبدأ العمل في موقعها المقرر لها في العاصمة”.

وأشار مدير مجمع التحرير إلى إن أكبر نسبة إقبال على المجمع حتى الآن هي نسبة المترددين على مكاتب مديرية القوى العاملة.
وأوضح أسامة عبد العال مدير مجمع التحرير أنه لا توجد حتى الآن خطة واضحة لاستغلال المجمع بعد إخلاؤه، والحديث عن تحويله لفندق هو كلام غير مؤكد ولا أساس له من الصحة.
عن مجمع التحرير
في عام 1948 بدأ المعماري المصري محمد بك كمال إسماعيل في بناء «مجمع الجلاء» (مجمع التحرير حاليًا)، بتكلفة بلغت 350 ألف دولار، بهدف توفير النفقات الباهظة التي كانت تتحملها الدولة المصرية جراء استئجار عدد كبير من العقارات لمصالحها، وأيضا لتوفير جهد المواطن الذي كان يضطر إلى المرور على عدة مكاتب في عدة أماكن لتخليص أوراقه.
ورغم أن «قوس» مبنى المجمع كان له دور في تحديد شكل ميدان التحرير، فقد صمم المجمع على الطراز الحداثي، بأقل قدر من «الجمال» في الواجهة، حيث انصبّ الاهتمام على «الجدوى والفائدة» أكثر من الناحية الجمالية، فقد كان يجب أن يتسع لأربعة آلاف موظف في ذلك الوقت. ورغم أن مصممه وصفه في حوار تليفزيوني بأنه «شكل مبسط من الطراز الإسلامي»، فإن ذلك لا يتضح في الواجهة بقدر ما يتضح في الرواق الضخم الذي يفتح على الأبهاء الواسعة، والأقواس العالية.

المبنى الذي أشرفت عليه شركة مقاولات مصرية إيطالية باسم “إيجيكو”، افتتح رسميًا عام 1951، ومع مرور السنين تضاعفت أعداد الموظفين العاملين فيه حتى بلغ نحو 18 ألف موظف، وأصبح يتردد عليه عشرات الآلاف من المواطنين يوميا، ما تسبب في اختناق مرورى في قلب العاصمة، دعا الحكومات المتعاقبة إلى التفكير في نقله إلى مكان آخر لتخفيف العبء عن وسط البلد.
يقع المجمع بارتفاع 55 مترًا، وبمساحة 5 آلاف متر مربع، ويعمل به نحو 18 ألف موظف!
ويضم دورًا أرضيًا و13 طابقًا آخرين، ويبلغ عدد حجراته 1310 حجرة، و10 مصاعد تخدم المواطنين وموظفي المجمع، فيما يستقبل ما بين ٢٠ ألف إلى ٢٥ ألف شخص يوميًا، وللمبنى مدخلان رئيسان بالواجهة، وآخران جانبيان، بالاضافة لمخرج للطوارئ، سُمي سابقًا “مجمع الحكومة” وتحول إلى “مجمع التحرير” بعد يوليو 1952.