
يستضيف مركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية بالتحرير ثلاثة معارض فنية تستمر حتى ١١ مارس المقبل، تطرح تساؤلات عدة عن علاقة الفن بالتكنولوجيا والمجتمع. وتنظم تلك المعارض “شيفا بلاغي” مستشارة رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة والرئيس الأكاديمي للفنون والبرامج الثقافية.

تبحث هذه المعارض عن الإمكانيات والفرص الإبداعية التي أتاحتها التكنولوجيا، والتي تساعد في خلق فرص لتقديم أنواع جديدة إبداعية من الفنون وتداولها ورؤيتها. في هذه المعارض يتمكن الزوار من رؤية انعكاس وتأثير اللغة البصرية للفنانين على العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع.
تقول “بلاغي”: “يوجد اهتمام متزايد بالتغيير الذي تشهده الفنون بسبب تأثير التكنولوجيا، حيث يغير الفنانون من الإطار الحدودي للتكنولوجيا من خلال إبداعاتهم الفنية. وفي هذه المعارض الدولية، جمعنا مجموعة دولية من الفنانين للنظر في العلاقة المعقدة بين الفن والتكنولوجيا والمجتمع، حيث يستخدم البعض الرسم والألوان، ويستخدم البعض الآخر أشكال الفن الرقمي الجديد. كلهم، بطرقهم الفريدة، يلقون الضوء على الطرق التي تؤثر بها التكنولوجيا على الإنسان”.

جولة داخل “التحرير الثقافي” نستكشف من خلالها تلك المعارض الفنية:
معرض Glitch
في هذا المعرض، يستخدم مجموعة من الفنانين العالميين فن الفيديو، واللوحات الرقمية، والصور الفوتوغرافية، والمعروضات متعددة الوسائط، والرسومات، واللوحات والمنحوتات لاستكشاف الطرق التي نفهم بها الماضي والحاضر والمستقبل من خلال التكنولوجيا.
يضم المعرض أعمال كل من الفنانة المصرية الأمريكية ليلى شيرين صقر والمعروفة ب”فيجاي أم أمل”، وبترا كورترايت، وشادي النشوقاتي، ومنير فاطمي، وجوناثون هكسنر، وبوران جينتشي، وباسم مجدي، وهيثم نوار، ومنى عمر، وكور بور، وشاريا سيكندر، وتاليسكر.

يقول باسم مجدي أحد المشاركين بالمعرض: “في عام 2003، أقمت أول معارضي الفنية المنفردة في جاليري الفلكي بالجامعة الأمريكية بالتحرير، والذي نظمته علية حمزة. وأنا سعيد بالعودة إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2020، لعرض أعمالي الفنية في مركز التحرير الثقافي”.
معرض “بيت أم أمل”
في معرضها الفردي الأول في العالم العربي، تشير فيجاي أم أمل، إلى أنه لم يعد هناك فجوة رقمية بين النظرية والتطبيق، وأن دمج التكنولوجيا في حياتنا اليومية يعني أننا جميعًا نعيش بالفعل تجربة رقمية غامرة.
تمزج أم أمل بين شخصيتي السيبورغ والأم في قاعة عرض فيوتشر والتي تحولها إلى منزلها تحت مسمى “بيت أم أمل”. بعد الترحيب بالزائرين في منزلها، تطلب سايبورغ أن يتنقل الزوار بين المناظر الطبيعية المتغيرة باستخدام التكنولوجيا بنظرة اهتمام، ووعي وتحلي بالأمل.

تقول فيجاي أمل: “إن كتابتي العلمية وممارستي الفنية مرتبطة للغاية بجماليات فن الخلل Glitch Aesthetics ومصر. ومن الرائع إقامة معرضي الفردي الأول في مصر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فهى مؤسسة تعليم عالي متميزة ومؤسسة ثقافية هامة في مصر. ويسرني أن أرحب بالزوار لرؤية أعمالي الجديدة من لوحات، وصور سايبورغ، وتغريدات روزيتا، وبوابة في قبو R-Shief ذو العشر سنوات”.
معرض “على ناصية الحلم”
اشتهرت بهية شهاب بعملها الرائد الذي يجمع بين الخط العربي والجرافيتي، وتقوم في هذا المعرض باستكمال تصورها البصري الشاعري من خلال مقاطع فيديو قصيرة مستوحاة من شعر الشاعر الفلسطيني محمود درويش.

تزور شهاب المواقع السابقة لمشروعات الجرافيتي الخاصة بها مرة أخرى، وتصور فيديوهات عن الجدران التي رسمتها في بيروت ونيويورك ومراكش وجزيرة كاليفورنيا اليونانية.
يمثل التحول من الجرافيتي إلى الفيديو تغيرًا في عمل شهاب ويعكس تحولات أكبر في العلاقة بين الفنانين والمجتمع في مصر. تمنح فيديوهات شهاب المثيرة للذكريات عرضًا للتبعات المستمرة للاضطرابات الاجتماعية. تصف الفنانة جدرانها المزينة بالجرافيتي بأنها “نقاط التقاء” تعكس وحدة الإنسانية.

وعن معرضها تقول شهاب: “المعرض يستخدم الفيديو لعرض أربع مقاطع شعرية لمحمود درويش. القصائد هي: “وطني ليس حقيبة”، “من لا بر له لا بحر له”، “كان لي يوم يكون وفراشة بنت السجون”، “نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا”. إن قصائدي البصرية تدور حول الهوية والانتماء وهي تذكير بإنسانيتنا الجماعية”.