فنون
“حجر القلب” فيلم متميز خارج ترشيحات “الأفضل” في بانوراما هذا العام

يُعرض الفيلم الروائي الطويل “حجر القلب” أو Heartstone ضمن فعاليات البانوراما العاشرة للفيلم الأوروبي، وقد حصد العام الماضي جائزة “أحسن فيلم” أو جائزة الأسد كويير بمهرجان فينيسيا السينمائي، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان وارسو السينمائي الدولي 2016.
عرضت شاشة سينما الزمالك الفيلم الدنماركي-الأيسلندي المشترك “حجر القلب”، ضمن عروض اليوم الثاني للبانوراما، الخميس 9 نوفمبر، والذي تدور أحداثه في قرية صيد بعيدة عن ضواحي أيسلندا، وشخصياته الرئيسية مراهقين “ثور وكريستين”، اللذين يحيط بهما الفراغ من كل جانب، منازل قليلة للغاية، وبشر معدودين، يعرفون بعضهم البعض، إلا أن عالم الصبيين يتسع للعديد من المغامرات والمخاطرة، لتصل حد أنهما يفعلان كل ما لا يرغب ذويهم في أن يفعلانه، رغبة في تحقيق ذواتهما التي مازالت تنمو.
يبدأ الفيلم بمجموعة من الأطفال يحاولون صيد الأسماك، لكن “ثور” هو من نجح في اصطياد الكثير منها، ويذهب بها إلى والدته، التي لا تعير ذلك اهتماما، وتترك الأسماك خارج المنزل، وطول مدة الفيلم (129 ق)، كانت الكاميرا تعود من وقت لآخر لمتابعة حالة الأسماك الميتة خارج المنزل، حتى يضطر “ثور” في النهاية أن يلقيها مرة أخرى في البحر بعد أن تعفنت.
في خلفية أحداث الفيلم يمكن أن ترى بوضوح إن “ثور” يعاني من إهمال والديه لتربيته، فوالده الذي لم يظهر طوال أحداث الفيلم، لا يرغب في رؤيته وشقيقتيه، كما أنه ممزق من معرفته أن والدته لديها صديق، تذهب لمقابلته خارج المنزل، وفي الخلفية أيضا أن صديقه “كريستين” يعاني من إساءة أبيه-المدمن على الشراب- معاملته، وفي واحد من أبرز مشاهد الفيلم، يتشاجر الصبيين في “حظيرة ماشية” بسبب معايرة كلا منهما للاخر بمعاملة والديه له، ثم يتصافيان بعد أن يدركا أن وضع كل منهما سيء وليس هناك الأفضل بينهما.
عُرض “حجر القلب” مصنفا كغير لائق لمن هم دون الـ18 عاما، يعني إن من بعمر “ثور وكريستين” بطلا الفيلم لن يتمكنوا من مشاهدته، لكن يمكن لمن يشاهده وقد تخطي هذا العمر بقليل أو كثير، أن يجد لحظات مقتطعة كلية من فترة المراهقة، على الرغم أن الصبيين وعالمهما في قرية صيد أيسلندية بعيدة، لكن يمكن أن تلامس حياتهما حياة أي مراهق في العالم، في حذره، مخاوفه، ثورته وردود فعله الغاضبة والعنيفة أحيانا، وأيضا أول مرة يشعر فيها بالحب تجاه الجنس الآخر، ويبدأ علاقة عاطفية، يريد فيها تجربة كل ما عرفه أو سمع به، كلا بطريقته الخاصة، فـ “ثور” جامحا، مندفعا، مبادر وشجاع، أمام “كريستين” خجول، يحب الانزواء كثيرا، وتظهر في نظرات عينيه وردود فعله شيئا يرغب في إخفائه دائما، لكن هذا الشيء ظهر ببساطة في لوحة رسمتها شقيقة “ثور” بعد أن طلبت من الصبيين أن يكونا “موديل” يلعبا دور “مثليين”.
ربما يرى السينمائيون في “حجر القلب” فيلما رائعا، لامتلاكه سيناريو جيد، محكم، يعتني كثيرا بالتفاصيل، نجح في الحفاظ على التشويق وإثارة اهتمام الجمهور طوال مدة الفيلم، فلن تجد نفسك راغبا في النظر لساعتك، لمعرفة كم مضى من الوقت، فالفيلم ممتع للغاية، والصبيين أديا دورين رائعين، بالإضافة إلى تصوير المناظر الطبيعية الساحرة في القرية الأيسلندية، المرتفعات، والبحر، والمساحات الخضراء، وحتى الفراغ يبدو ساحرا، لكن يظل الفيلم جريئا في عرض حياة مراهقين بكل ما فيها من تفاصيل “شديدة الخصوصية” أحيانا، دون إثارة الاشمئزاز منها.
“حجر القلب” لم يكن ضمن ترشيحات الأفضل في عروض البانوراما هذا العام، لكنه فيلم متميز للغاية، يثير العديد من الأفكار، ويمنح متعة حقيقية لمشاهديه، ويمكن اعتباره ترشيحا خارج ترشيحات هذا العام.
يمكن مشاهدة الفيلم مرة أخرى خلال فعاليات البانوراما، في أيام:
الأحد 12 نوفمبر، سينما زاوية، حفلة 10 مساء
السبت 18 نوفمبر، سينما زاوية، حفلة 10.30 صباحا