فنون
“علِّ صوتِك” مشروع لكسر هيمنة الرجال على “صناعة الفيلم” في مصر

يستضيف معهد جوته في مقره الجديد بالدقي، العرض الأول لمجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة التي أنتجها مشروع “علِّ صوتِك”، خلال عام 2017، وتتناول موضوعات مثل: التربية الجنسية، علاقة الدين بالمجتمع، وتمكين المرأة.
“علِّ صوتِك” هو مشروع تعليمي ومساحة تشاركية حرة لصناعة أفلام “تعبر عن وجهات نظر المشاركات وتتحدي القوالب الإجتماعية، وتثير النقاش من وجهة نظر مختلفة، بشأن قضايا النساء في مصر”.
يتعاون مشروع “علِّ صوتِك” مع “المتحف الرقمي للنساء: ذاتِك” وهو نظام معلوماتي على الإنترنت “لتوثيق وحفظ القضايا الحالية والتاريخية للنساء واهتماماتهن مصحوبًا بمنتدى تفاعلي لإلقاء الضوء ومناقشة دور النساء ومشاركتهن في جميع نواحي الحياة”.
“علِّ صوتِك” مشروع لكسر هيمنة الرجال على “صناعة الفيلم”
“علِّ صوتِك” مشروع بدأ كمبادرة من مخرجة الأفلام الوثائقية الألمانية “فرانشيسكا أريزا” عام 2015، عندما جاءت إلى مصر لتصوير فيلم وثائقي عن موسيقى الجاز، وعندما بحثت عن مساعد لها في الفيلم لم تجد سوى الرجال، وقيل لها إن هذا المجال يستحوذ عليه الرجال، ففكرت في إقامة ورشة للنساء في مصر لتدريبهن على التصوير السينمائي والصحفي.
تقول “فرانشيسكا أريزا” لـ منطقتي وسط البلد، إن وقت أن جاءت إلى مصر لم يقل لها أحد ليس هناك مصورات نساء “لكن استوعبت إن البنات اللي عايزين يشتغلوا في صناعة الفيلم معندهمش وسيلة يبقوا في المجال ده بطريقة محترفة، ففكرت في المشروع لمساعدة اللي عايزين يشتغلوا في مجال صناعة الأفلام ومعندهمش فرصة”.
“علِّ صوتِك” عبارة عن ورشة للأفلام الوثائقية، هدفها إبراز دور النساء في المجتمع عن طريق الفن وصناعة الأفلام، ينقسم التدريب إلى قسمين، القسم النظري ويستغرق شهرين، يتم من خلاله تعريف المتدربات علي أهم مبادئ صناعة الأفلام الوثائقية القصيرة، مروراً بمساعدتهن علي بلورة وعرض أفكارهن، ثم تطويرها وصولاً لمرحلة كتابة سيناريو فيلم وثائقي قصير، وانتهاءً بمرحلة التصوير والمونتاج.
أما “القسم العملي” يمتد لشهر، ومن خلاله يتم تدريب المشاركات على التصوير والمونتاج، ويصاحبهن مجموعة من المدربين بعضهم من المشاركات في ورش سابقة للمشروع، لمعاونتهن على إنجاز أفلامهن الوثائقية.
مجموعة الأفلام التي ستُعرض في معهد جوتة مساء الجمعة 8 ديسمبر الجاري، هي نتاج ورشة استمرت 5 أشهر، وضمت فتيات من محافظة القاهرة، لكن “علِّ صوتِك” لديه برنامج موازي لتدريب فتيات من محافظات خارج العاصمة، وهناك شراكة بين المشروع ومهرجان سينما المرأة في الأقصر، ستدير بعض المشاركات في المشروع ورش تدريبية على هامش المهرجان، في دورة العام المقبل.
أفلام وثائقية عن “قضايا النساء” من خلال تجاربهن الشخصية
كانت تتوقع “فرانشيسكا أريزا” أن مشروعها لتدريب الفتيات على صناعة الفيلم لن يستغرق أكثر من ستة أشهر، لكنه استمر لثلاث سنوات حتى الآن “بعد مرور 3 سنين مش مبسوطة ولا محبطة، في النهاية هدفي المشروع يقدر يكمل ويصرف على نفسه ذاتيا، كنت حاطة للمشروع وقت أقل لكنه طال، مكنش فيه خطة زمنية محددة في البداية، لكن بناء شكل مؤسسي للمشروع والتعامل مع الأمور الإدارية والحصول على فرص للتمويل أخدت وقت طويل”.
يعرض مشروع “علِّ صوتِك” مجموعة من الأفلام التي أنتجتها الفتيات المشاركات في ورش القاهرة هذا العام، وتتناول مجموعة من الموضوعات منها التربية الجنسية، وعلاقة الدين بالمجتمع فيما يتعلق بوضع المرأة، وأيضا تجربة رائدات أعمال أستطعن تأسيس مبادرات لمساعدة غيرهن من النساء على بناء الذات وتأسيس مشروعاتهن الخاصة.
تقول “أريزا” أن الفتيات المشاركات في ورشة القاهرة وسيعرضن أفلامهن يوم الجمعة، أتبعن تقليدا في اختيار موضوعات أفلامهن، وهو مناقشة قضية عامة تمس المرأة لكن تناولها بطريقة شخصية، من خلال قصص أبطال أفلامهن.
أكدت “أريزا” أن هناك رابط قوي يربط بين الفتيات صانعات الأفلام والموضوعات التي تناقشها أفلامهن “الموضوعات اللي تناقشها الأفلام تخص كل ست في مصر، مثلا التربية الجنسية بيتقال لكل بنت إن ده تابوه متقربيش منه، صانعة الفيلم عالجت الموضوع من وجهة نظر حكايات بنات، لكن بتمسهم في الوقت نفسه؛ لإنهم بنات عايشين في مصر، في نفس الظروف ويشتركوا في نفس المعرفة والأفكار”.

صانعات الأفلام واجهن صعوبات كثيرة في تنفيذها
يحضر العرض في السادسة مساء الجمعة 8 ديسمبر الجاري، مخرجات ومنتجات وبطلات الأفلام المشاركة، لمناقشتها مع الجمهور عقب انتهاء العرض.
“سهى بلال”، إحدى صانعات فيلم “ضلع أعوج”، الذي يشارك في العرض، مدته 15 دقيقة، ويتناول “علاقة الدين بالمجتمع”، وأبطاله ثلاث شخصيات، فتاتين ورجل لديه ابنة عمرها ثلاث سنوات.
تقول “سهى” عن فيلمها بأن فكرته كانت تشغلها هي وزميلتها في المشروع قبل العمل على الفيلم، وكيف يمكن للأشخاص رؤية الدين بطريقة مختلفة حسب أعمارهن وثقافتهن والزمن الذي يعيشون فيه.
وأضافت، إن “ضلع أعوج” يتناول قصص ثلاث شخصيات، واحدة منهم نجحت في تجاوز عقبات كثيرة مع أهلها، أما الثانية فمازالت تعاني “أحد المشاكل اللي واجهت البنت الأولى هو تشدد أهلها من الناحية الدينية ومشاكل متعلقة بحجابها وتصرفاتها، لكن دلوقتي هي علاقتها بيهم كويسة”.
أمام الرجل المشارك في الفيلم، هو أب لفتاة عمرها ثلاث سنوات، ولديه مشكلة في إيجاد طرق لتربية ابنته في مجتمع يعاني من “إزدواجية بين الدين والعادات والتقاليد أو السلوكيات اللي بتحصل فعلا”.
وجدت “سهى” وزميلاتها صعوبات في إنتاج الفيلم، خاصة في إيجاد شخصيات يمكن أن تشارك تجربتها حول موضوع الفيلم “أصعب حاجة إننا نلاقي حد يرضى يتكلم لإنه يعتبره موضوع حساس، اتكلمنا مع ناس كتير كانوا بيوافقوا في الأول وبعدين يغيروا رأيهم ويرفضوا يظهروا في الفيلم. كنا بندور في الدواير اللي حوالينا، واستخدمنا الفيس بوك علشان نلاقي شخصيات توافق تتكلم في الفيلم، واحدة من بطلات الفيلم وجدناها من خلال الفيس بوك”.
تتمنى “سهى” أن يتقبل المشاهدين الفيلم “عايزة الناس تشوف الفيلم وتتقبل إن عادي نعيد التفكير في الدين ودوره في حياتنا، وإننا بالفيلم ده مش بنغير في حاجات أساسية، أحنا بنقول اننا نفكر وما ناخدش كل الأفكار كمسلمات”.
“إيمان إبراهيم” شاركت في إنتاج فيلم “طرف الخيط”، وثائقي مدته 15 دقيقة، ويتناول ثلاث نماذج لرائدات أعمال ناجحات قررت مساعدة نساء أخريات على تأسيس مشروعاتهن الخاصة.
تقول “إيمان” لـ “منطقتي وسط البلد” إن الفيلم يريد أن يقول “البنات ما تبقاش أنانية بعد ما تنجح، ولو نجحت ما توقفش النجاح عندها، ويساعدوا غيرهم، دي فكرة طرف الخيط”.
لم يخلو إنتاج فيلم “طرف الخيط” من صعوبات “روحنا إيفنت، كان كل اللي بيصوروا معانا في القاعة رجال، القناة اللي كانت بتصور فريقها كله من الرجال، واحنا 3 بنات مكنوش معترفين بينا، وبيتعاملوا معانا على اننا مش موجودين، بيدخلوا في الكادر بتاعنا وعلى طول متعصبين ويتنرفزوا وعلينا وبيبصوا لنا بصات مش لطيفة، شبه كانوا بيحاولوا يستفزونا، لكننا اتحكمنا في اعصابنا واستمرينا في شغلنا”.
الرحلة التي انتهت بإنتاج فيلم “طرف خيط” والتي امتدت لخمسة أشهر، كان لها أثر بالغ على الحياة المهنية لـ “إيمان”، فبعد أن “فُصلت” من كلية التجارة، وجدت فرصة في ورشة “علِ صوتك” لكي تبدأ أولى خطواتها في مجال صناعة الفيلم، ونجحت في أن تجد عمل حر في نفس المجال “أنا كنت بدرس واتفصلت من كلية تجارة كنت فاشلة فيها، وبدأت في الورشة ومكنتش متوقعة إني اتقبل، اتعلمت إزاي أعمل فيلم واكتب اسكريبت، والـ 5 شهور دول فرقوا في حياتي بقيت منظمة أكتر، وقدرت اشتغل على أفلامي الخاصة،وأقف على رجلي، وعملت البورتفيلو بتاعي، وقدمت علشان ادرس بره، دلوقتى بشتغل بشكل حر في مجال صناعة الفيلم”.
الدخول مجاني بدون تسجيل مسبق
يبدأ العرض الأول لأفلام “علِ صوتِك” لعام 2017، في السادسة مساء الجمعة 8 ديسمبر الجاري، بالمقر الجديد لمعهد جوته في 17 شارع حسين واصف بالدقي، ويمتد العرض والمناقشات حتى التاسعة مساء. الدعوة عامة والحضور مجاني بدون تسجيل مسبق.
لمزيد من المعلومات عن العرض يمكن زيارة الرابط هنا
لمشاهدة الأفلام التي أنتجها المشروع في الدورات السابقة يمكن زيارة الرابط هنا
تعليق واحد