فنون
تعرف على المسارح الخاصة في وسط البلد

تحفل منطقة وسط البلد بالعديد من المسارح الخاصة، التي أنشأتها النقابات الخاصة لخدمة أعضائها، أو أنشأتها الجاليات الأجنبية للترفيه عن أعضائها المقيمين في مصر.
من تلك المسارح الخاصة:
– مسارح النقابات، حيث خصصت النقابات المختلفة في منطقة وسط البلد قاعات للعروض المسرحية، ومن أشهر مسارح النقابات:
مسرح نقابة المهندسين
يعد من أكبر وأقدم المسارح في وسط البلد، وافتتح في أواخر الستينات كما شهد العديد من العروض المسرحية، إلا أنه توقف عن العمل منذ الثمانينات من القرن الماضي ولمدة تزيد على العشرين عاما، نتيجة لاختلاف أعضاء مجلس النقابة على الدور الأساسي الذي يقدمه المسرح، فحدث خلاف بينهم أدى إلى إصدار قرار بإغلاقه، إلى أن قرر مجلس النقابة الحالي تجديده وافتتح في مارس من العام الماضي. وهو يستضيف المؤتمرات والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية المختلفة.
مسرح النهار
افتتحت نقابة المهن التمثيلية مسرح النهار (فيصل ندا سابقا) في شارع قصر العيني، في شهر مارس عام 2016، لتقدم من خلاله مجموعة من العروض المسرحية بواقع خمس ليالي عرض لكل مسرحية ثم تصويرها وعرضها من خلال شاشة قناة النهار، التي تعاقدت معها النقابة على تقديم ١٠٥ أعمال مسرحية على مدار ثلاثة أعوام ليقدم كل عام ٣٥ مسرحية.
قامت نقابة المهن التمثيلية تحت إشراف المهندس وائل عبد الله، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية ومدير مسرح النهار، بتأجير مسرح مدرسة هدى شعراوي (المقر الحالي للمسرح) ومن ثم تم تجهيز مسرح النهار والانتهاء من أعمال الصيانة والبناء في فترة وجيزة وغير مسبوقة بلغت ٤٧ يوما فقط وبميزانية تصل إلى ٣ ملايين جنيه مصري، حيث قام المهندس المختص بتجهيز المسرح، بما يشبه إعادة بناء المسرح من جديد باستثناء المبنى نفسه بعد أن تم إخلاء المسرح في عهد الكاتب فيصل ندا وترك في حالة مزرية للغاية جعلته أقرب للأماكن المهجورة منه للمسرح، هذا إلى جانب ضعف المستوى التجهيزي من حيث التقنيات الفنية منذ بداية استخدامه في عهد فيصل ندا.
تم زيادة مساحة خشبة المسرح لتصل إلى ١٣ مترا ونصف المتر بعد أن كانت بطول 5 أمتار في 6 أمتار، مع توفير ١٠ غرف للممثلين، و٣ قاعات للبروفات، إلى جانب تجهيز المسرح بأكمله بتكييف مركزي مع توفير أجهزة إطفاء ذاتية ووضع كافة شروط الحماية المدنية.
مسارح الجاليات الأجنبية في وسط البلد
اقترنت مرحلة النهضة في عهد أسرة محمد على بتشييد المسرح وانتشاره على أيدي الجاليات الأجنبية، ومن بين أشهر مسارح الجاليات:
مسرح الهوسابير
تأسس عام 1951، حيث شيدته جمعية الثقافة الأرمينية، في شارع الترعة البولاقية خلف مستشفى السكة الحديد.
وخلال الستينات كان من أنشط مسارح القاهرة. في عام 1961 استأجرته هيئة الإذاعة والتليفزيون، واتخذته مقرا لإدارة فرق التليفزيون المسرحية. ومنذ نهاية الستينات وحتى نهاية التسعينات ارتبط بعروض فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي كان منها “موسيقى في الحي الشرقي 1972” “جوليو ورومييت 1973” “المتزوجون 1976”.
وفي أوائل الثمانينات استقل سمير غانم بأعماله المسرحية وتوقفت الفرقة لمدة عامين ثم استأنفت نشاطها الذي توقف بعد تعرض المسرح لحريق دبره إرهابيون عام 1986.
وتألق على خشبة “الهوسابير” نجوم مصر، ومنهم فؤاد المهندس، محمد عوض، أمين الهنيدي، وصلاح ذو الفقار، وهالة فاخر.
مسرح “ليسيه الحرية”
الجالية الفرنسية أيضا أقامت مسرحا لها بمنطقة وسط البلد وتحديدا في شارع الشيخ ريحان، وهو مسرح ليسيه الحرية.
يعتبر مسرح “ليسيه الحرية”، من أهم المعالم الأثرية بمنطقة وسط القاهرة، حيث أسسه أبناء الجالية الفرنسية إبان الحملة الفرنسية، ويضم تراثا معماريا وأثريا مهما.
يعد مسرح ليسيه الحريةجزءا من مدرسة “ليسيه الحرية” بباب اللوق، وهو مؤسس على الطراز الفرنسي ضمن مجموعة من المدارس التي أسسها أبناء الجالية الفرنسية في بداية القرن العشرين، وكانت الدراسة فيها مقتصرة على الفرنسيين.
يضم “ليسيه الحرية” آثارا مهمة من الحملة الفرنسية. أما المدرسة والمسرح معا فيضمان نسخة كاملة من كتاب “وصف مصر”، الذي احترقت نسخته الأولى في المجمع العلمي.
304 تعليقات