فنون
“حل الضفاير” يحتفل بمرور عام ويقدم ثلاث ليالٍ على مسرح “الفلكي” بالتحرير
احتفلت فرقة “وجود” المسرحية بمرور عام على العرض المسرحي “حل الضفاير”، الإثنين 4 ديسمبر، على مسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية بالتحرير، ويستمر العرض حتى الأربعاء 6 ديسمبر، وهو العرض الأخير للمسرحية هذا العام.
“حل الضفاير” هو عرض مسرحي كوميدي، مدته ساعتين تقريبا، يناقش العديد من المشكلات التي تواجه الشباب والفتيات في مصر، منها: التمييز، التحرش الجنسي، السلطة الأبوية على الفتيات، الصور و الأدوار النمطية التي يفرضها المجتمع على الجنسين، كما يسخر من الإعلام المصري وطريقة معالجته لقضايا النساء بشكل خاص.
مؤلفة النص هي الناشطة الحقوقية وعضو المجلس القومي للمرأة “سالي ذهني”، ومخرجه محمد فؤاد عابدين، الحاصل على جائزة أفضل مخرج صاعد من المهرجان القومي للمسرح عام 2016، عن عرض “قواعد العشق” المقتبس عن رواية “قواعد العشق الأربعون” لأليف شافاق”. يشارك في العرض (20) فنان/ة، منهم: كريم حازم الشناوى، شريف عاشور، كنزى عبد العزيز، حسين وحيد، باسل ممدوح، نوران مدحت، محمد طاهر، هادي جمال، محمد مخلوف، دينا حسني، محمد صقر، محمد منصور، أحمد علاء الدين.
كان العرض الأول للمسرحية في ديسمبر 2016، على مسرح الهوسابير، وقُدم العرض لمرات عديدة بعد ذلك على مسرح الفلكي، مسرح جامعة القاهرة، مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، كما شارك في المهرجان القومي للمسرح المصري في نسخته العاشرة، وتم تعديل النص أكثر من مرة خلال عام بناء على تعليقات وملاحظات الجمهور سواء بعد العرض أو التي وصلت للفرقة عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
عرض ممتع لا يخلو من نقط ضعف
العرض الذي بدأ متأخرا لنصف ساعة تقريبا، يدور حول فتاة في العاشرة من عمرها “نور” تتركها أختها الكبرى بمفردها مع كتاب “حل الضفاير”، الذي يقرر أن يحكي لـ “نور” الحكايات بداخله، وهنا تبدو تفصيلة “غير متناسقة” مع النص الذي من المفترض أن يحكي قصصا تعبر عن مشكلات حديثة، فالكتاب “حل الضفاير” قديم، تم شرائه من سور الأزبكية، طبعة 1985، عمره الآن 32 عاما، يعني من المفترض إن هذا الكتاب “القديم” يحكي قصصا قديمة، حدثت قبل العام 1985، لا قصص تعبر عن الآن، على سبيل المثال مظهر كوبري “قصر النيل” الذي قدمه العرض وقد تبدل للأسوأ وأصبح مساحة للتحرش، لم تكن “سمعته” كذلك في الماضي، لكن على الرغم من تلك التفصيلة، قدم الفنانون عرضا ممتعا، على مدار ساعتين، سادت فيه الكوميديا التي غلفت المشكلات التي تم تقديمها، وانتزعت الضحكات حتى من الأطفال، الذين ربما لا يستوعبوا كل ما شاهدوه، لكن كان الأداء بسيطا، غير مفتعل-بإستثناء مشاهد قليلة، خاصة في البداية.
نقطة ضعف عرض “حل الضفاير” تكمن في “الملابس”، كانت فقيرة، وغير معتنى بها إلى حد بعيد، يمكن أن يرجع ذلك إلى “الميزانية البسيطة” للإنتاج، لكن كان هناك مشاهد تتطلب ارتداء الفنانون لملابس “أنيقة” لكنها لم تبدو كذلك، كما إن “الإكسسوار” في المسرحية كان ضعيفا، مثلا في مشهد أدى فيه فنانيَن دور أسدين كوبري قصر النيل، وأرتديا “أكسسوار” ليظهرهما كأسدين، لكن الأكسسوار كان سيئا ولا يُظهر أي ملامح لـ “أسد”.
ربما مدة عرض المسرحية “ساعتين”، هي نقطة ضعف أخرى، لا يمكن مناقشة العديد من المشكلات في عرض واحد، كان يجب التركيز على عدد قليل منها، أو قضية واحدة، في مدة زمنية أقل، ليبدو العرض متماسكا أكثر من ذلك، كان هناك مشاهد أطول من الأخرى و”مترهلة” نتيجة كثرة “الارتجال”، مثلا مشهد “الإعلام المصري”، الذي يسخر من برنامج “مدحت شلبي” على قناة أون سبورت، هذا المشهد كان طويلاً جدا، مع إنه كان يسخر من المدة الطويلة التي يستغرقها البرنامج على الشاشة.
العرض مستمر حتى الأربعاء 6 ديسمبر
“حل الضفاير” عرض بسيط وممتع، لا يقدم حلولا لمشكلات التحرش، التمييز، أو السلطة الأبوية ومحاولات المجتمع لقولبة الشباب والفتيات داخل إطار من الصور والأدوار النمطية، لكنه من خلال “الكوميديا” حول القصص التي تبدو في الواقع “مؤلمة”، على خشبة المسرح لقصص تبعث على “السخرية من الذات والمجتمع”، وفي الوقت نفسه تدفع للتفكير في المواقف والأدوار التي يلعبها الرجل والمرأة في مجتمع تسوده قيم قديمة ليست كلها جيدة.
مازال هناك فرصة لمشاهدة عرض “حل الضفاير” على مسرح الفلكي، يُعرض في السابعة مساء الثلاثاء والأربعاء 5 و6 ديسمبر الجاري، يبدأ الدخول في السادسة والنصف، كما يمكن حجز تذكرة العرض من مسرح الفلكى، بشارع الفلكي بوسط البلد. سعر التذكرة 40 جنيها.
تعليق واحد