فنون
“أن تحب مكاوي سعيد” أمسية “الأعلى للثقافة” في حب عمدة وسط البلد بعد أقل من شهر على وفاته
استضاف المجلس الأعلى للثقافة أمسية بعنوان “أن تحب مكاوي سعيد” في السابعة من مساء الخميس 28 ديسمبر، تضمنت شهادات من أصدقاء وتلاميذ ومحبي الروائي الراحل مكاوي سعيد، بعد أقل من شهر على وفاته في الثاني من ديسمبر الجاري، عن عمر ناهز 61 عاما.
أقام المجلس الأعلى للثقافة والدار المصرية اللبنانية على هامش الأمسية، معرضا لكتب الراحل التي صدرت عنهما، ومنها: كتاب المختارات القصصية “غرفة لم يدخلها رجل” إصدار عام 2013، وروايات منها: تغريدة البجعة، فئران السفينة، أن تحبك جيهان، بالإضافة إلى قصة الأطفال “جني يبحث عن وظيفة” الصادرة عام 2014، للفئة العمرية من 9 إلى 12 عام.
اللقطة البارزة في المشهد الأول من أمسية “أن تحب مكاوي سعيد”، هي إحلال منسقو الأمسية لشارات التعريف بالضيوف قبل الأمسية بدقائق، فقد تضمنت دعوة الأمسية أسماء مثل، إبراهيم عبد المجيد، جابر عصفور، خالد منتصر، راجح داوود، زين عبد الهادي، د. شاكر عبد الحميد، مجدي أحمد علي، نبيل عبد الفتاح وآخرين، لكن لم يحضر أيا منهم، باستثناء: هيثم الحاج علي، نهلة كرم، ومحمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، ولم يقدم منظمو الأمسية أي أسباب لإجراء تغيرات في اللحظات الأخيرة.
افتتح الأمسية بعد السابعة بحوالي ربع الساعة، د. حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وقال إن هذه الأمسية هي “تحية إلى روح مكاوي سعيد عمدة وسط البلد”.
عندما أعطيبت الكلمة للسيدة فاطمة سعيد-شقيقة الراحل- اكتفت بشكر السيد وزير الثقافة حلمي النمنم والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة حاتم ربيع، قالت فقط “الف شكر”، لكن عندما بدأ عرض الفيلم التسجيلي القصير “حكايتي مع المكان” الذي كان يتحدث فيه مكاوي سعيد عن وسط البلد وبالتحديد قهوة “زهرة البستان”، انهمرت دموع شقيقاته والنساء من أفراد أسرته اللاتي حضرن إلى الأمسية مبكرا.
“حكايتي مع المكان”، فيلم تسجيلي، إخراج عبد المنعم عثمان، وعُرض على شاشة القناة الأولى بعد وفاة مكاوي سعيد. وقال سعيد في الفيلم، إن رواية “تغريدة البجعة”-الصادرة عام 2008 ورُشحت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية- التي صنعت منه “كاتبا كبيرا”، كتب المسودات الأولى منها على مقهى “زهرة البستان”، وتعتبر “تغريدة البجعة” التقاء ثلاثة عوالم: البسطاء، المثقفين وأولاد الشوارع، وهناك عالم رابع، الأجانب، وكان صراعها الرئيسي يدور في وسط البلد، وأغلب شخصياتها كانوا يدوروا في محيط وسط البلد.
مكاوي سعيد كان يعيش أدبه بنفسه
بعد انتهاء عرض الفيلم، بدأ الحضور من أصدقاء ومحبو وتلاميذ مكاوي سعيد في إلقاء كلمات قصيرة عنه، تضمنت تأثير مكاوي سعيد في مجال الأدب وأيضا على مسيرتهم وكيف دعم الشباب منهم، بالإضافة إلى إعلان هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب عن إطلاق اسم “مكاوي سعيد” على قاعة ملتقى الإبداع في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة العام 2018، ومناقشة أعمال “سعيد” في أولى فعالياته.
تحدث على مدار ساعة تقريبا، كلا من: أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة، والناشر محمد بغدادي، الناشر محمد رشاد، نهلة كرم إحدى تلاميذ مكاوي سعيد، الكاتبة فايزة هنداوي، صلاح الدين عبد المنعم، الإعلامية هند الأشعل، والناشر فتحي سليمان.
بدأ د. أنور مغيث، رئيس المجلس القومي للترجمة، قائلا بإن مكاوي سعيد كان صاحب شخصية جذابة “تأسر من يتعرف عليها ببساطته وتلقائيته”، وأضاف إن سعيد كان “يعيش أدبه بنفسه، لا يأخذنا إلى عوالم خيالية، يكتب عن الحياة اليومية، وفيه بساطة في السرد كأنه قاعد معاك على القهوة وبيحكي”.
ثم تحدث الناشر محمد البغدادي ووصف مكاوي سعيد بإنه “أحد كتاب المقاهي الكبار”، وإنه-أي سعيد- لم يكن يحتاج إلى كثير من الجهد للعثور على أبطاله وشخوصه وعناصر رواياته “كان في قلب المشهد الثقافي، كان يمد يده في الشارع ليخرج لآلئ. في تغريدة البجعة نجد كل شخوصه تجلس بيننا، لا يبحث عن شخوصه، هو فقط يميط اللثام عنها، فنكتشفها نحن. كان شاعرا في البداية، الشعر لازمه في السرد والرواية، كان يكتب الرواية كأنه يكتب شعرا..”.
الكاتبة الصحفية فايزة هنداوي، قالت إن مكاوي سعيد “مكنش بس حالة إبداعية، كان حالة إنسانية خاصة، كان وسط البلد بالنسبة لنا، كنا حاسين إننا قاعدين مع ابن البلد والمثقف في نفس الوقت. دايما كان بيقول انه عاش في القاهرة وهي عاشته.. كان عنوانه قهوة البستان”.
في معرض الكتاب: إطلاق اسم مكاوي سعيد على قاعة “ملتقى الإبداع” ونشر كتابه الأخير بدون حذف
أما الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية، روى قصة الكتاب الأخير للراحل، والذي جاء بعنوان “القاهرة وما فيها”، بأنه كان هناك اتفاقا قبل رحيل مكاوي سعيد أن يختصر من النسخة النهائية للكتاب، وأن يسلمها إلى الدار قبل يومين فقط من وفاته، لكن وفاته حالت دون ذلك.
وأضاف رشاد بأن الدار المصرية اللبنانية ستنشر الكتاب الأخير لمكاوي سعيد “بدون حذف أو اختصار”، وسيكون متاحا في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2018.
ثم جاء دور الكاتبة الشابة نهلة كرم، التي قالت إنها تعرفت على الراحل منذ عام 2009، وهو أول من شجعها على الاستمرار في الكتابة “كان أول حد أقابله يشجعني أني أكمل كتابة، ساعدني كتير جدا، هو الوحيد اللي بدين له بالفضل في كل حاجة، من غيره كنت هوقف كتابة خالص. مشفتش حد بيكرس وقته من يومه لأي حد عايز رأيه زي مكاوي سعيد، كان بيرحب بكل الناس كان بيهتم باللي مش معروفين؛ لأنه حس انه قضى وقت طويل من حياته زيهم، بيحس أنه لازم يقضي وقته مع الموهوبين علشان يختصر وقت في مسيرتهم، وما يتعرضوش للي هو اتعرض له زمان”.
الإعلامية هند الأشعل، أشارت إلى الفكرة نفسها، حب مكاوي سعيد لمساعدة شباب الكتاب الموهوبين “قعدت سنين كتير أدور عليه بعد تغريدة البجعة، وشاء القدر اتقابل معاه كان قمة في اللطف والاخلاق، روحت له وأنا كاتبة 10 صفحات من روايتي الأولى وقلت له مش عارفة أكمل. مسمعتش انه رد حد وقاله مش هعلمك.. عمره ما كان بيحب الكآبة ومبتسم وبيحب الانبساط. آخر مرة شفته قابلته قبل وفاته وشكرته لانه ساعدني أعرف اكتب وأكمل”.
لم يقدم هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، شهادته عن مكاوي سعيد، لكنه أعلن إن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة، سيطلق اسم مكاوي سعيد على قاعة ملتقى الإبداع، وستكون أولى فعاليات المعرض مناقشة الأعمال الأدبية للراحل.
21 تعليقات