
منذ بداية القرن العشرين، كانت معظم المقاهي المقامة الآن في منطقة وسط البلد، مسارحًا فنية تجمع الفنانين لتقديم عروضهم أمام الجمهور.
إلا إن الإقبال على تلك المسارح كان ضعيفًا، خاصة في وقت قيام الحرب العالمية الأولى، فجذبت المقاهي والمراقص رواد منطقة وسط البلد واستقطبت جمهور المسرح من المصريين والأجانب، الذين وجدوا في تلك المراقص الموسيقى والرقص والتهريج.

وفي منتصف ممر الألفي بالدور الأرضي من المكان الذي يشغله حاليا كازينو شهر زاد، كان هناك مقهى اسمه “أبيه دي روز” ولم يكن يختلف عن الملاهي الليلية في شيء، وكان صاحبه أجنبي يدعى “روزاتي” وكان البرنامج الذي يقدمه يحوي نِمَرًا مختلفة؛ بينها مشهد يسمى “خيال الظل” وفيه ترفع الستار عن المسرح خاليًا، وفي وسطه ستار أبيض شفاف ويطفأ النور ويمثل من خلفه رجل وفتاة يقومان ببعض الحركات الهزلية الصامتة، وكان يقوم بالدورين شخصان أجنبيان.

اختلف الرجل مع صاحب الملهى وترك العمل، فحل محله استيفان روستي، وأتقن الدور، وحدد له صاحب المحل مرتبًا قدره ستون قرشًا، وكان هذا المبلغ يعتبر ثروة ضخمة لاستيفان، خصوصًا وعمله على المسرح لا يستغرق أكثر من ربع ساعة كل ليلة.
واستقدم استيفان روستي نجيب الريحاني للعمل معه، ليقوم الريحاني بتأدية دور خادم بربري يظهر في اسكتش خيال الظل، وتقاضى الريحاني أجرا يوميا قدره 40 قرشًا.
2 تعليقات