كل شيء عن
من هو شركس باشا الذي باع “مثلث ماسبيرو” للخدم؟
قبل نحو عام من الآن، وفي شارع شركس الوسطاني أحد أشهر شوارع منطقة مثلث ماسبيرو، الذي اختفت ملامحه مع هدم المنطقة، كان يتجمع شباب وأهالي المنطقة، صباحًا، لشراء الفطير من أم سيد، صاحبة أشهر محل لبيع الفطير، كانت تجهزه بنفسها ويساعدها زوجها عم محمد في تحضيره.
وفي نفس الشارع كان عم فارس المكوجي يبخ المياه لكّي القمصان والملابس التي يرسلها أهالي المنطقة له. وفي الجهة المقابلة له محل عم أحمد الكهربائي.
أما محل البقالة، الذي يظهر في يمين الصورة لصاحبه عم عبد الباسط، فكان شاهدًا على أحداث وذكريات كثيرة عاشها أهالي المنطقة.
مثلث ماسبيرو هي منطقة تمتد في المثلث الواقع بين كوبري الجلاء وكوبري ١٥ مايو وشارع 26 يوليو وكورنيش النيل، ولكن كثيرون لا يعلمون من هو شركس باشا، مالك تلك المنطقة والذي سميت على اسمه العديد من الشوارع داخلها.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت “مثلث ماسبيرو” ملكاً لأحد النبلاء العثمانيين الأثرياء، شركس باشا، الذي سمح للخدم العاملين لديه ببناء المنازل على الأرض مقابل دفع إيجار، وعند اندلاع ثورة 1952 قام شركس ببيع الأرض لخادميه، ظنا منه أن الانجليز سيعودون للمكان، ولذلك سميت الشوارع على أسماء سكانها الجدد مثل شارع “محمد قاسم” و”أبو طالب” و”نعمات شاهين”، ولكن شركس باشا كان قد اشترط عند بيع الأرض على أن تكون تلك الأرض وقفًا لمدة 20 عامًا أملًا فى عودته إليها مرة أخرى.
وبعد انقضاء عشرين عامًا انتهى الوقف، وقام ورثة الخدم ببيع الأراضى إلى الشركات “السعودية والكويتية”.
ومع مطلع عام 2017، قررت الحكومة البدء في تنفيذ مشروع لتطوير تلك المنطقة التي كانت قد تعرضت لإهمال شديد لعدة عقود، فأجرت اتفاقات مع الأهالي وعقدت اتفاقيات مع مُلَّاك المنطقة تستلزم مشاركة جميع الأطراف في أعمال التطوير؛ بهدف الوصول بمنطقة مثلث ماسبيرو إلى مظهر حضاري يرقي بموقعها الفريد في قلب منطقة القاهرة الخديوية.
ومع بدء مشروع التطوير اختفت معالم شوارع المنطقة ومنها شوارع مالك المنطقة الأول شركس باشا.
2 تعليقات