مقالاتملفات

إسماعيل صدقي: الإيموبيليا أكبر مبنى في الشرق وحي ملموس للأعمال الكبرى

مع انتهاء العمل ببناء عمارة الإيموبيليا أصدرت مجلة العمارة، أحد أهم المجلات الخاصة بمجال العمارة آنذاك، عددًا خاصًا عن العمارة سنة 1940 وهو العدد رقم 7 تحت عنوان “عمارة الإيموبيليا ناطحات سحاب القاهرة” فقدم لهذا العدد صاحب الدولة إسماعيل صدقي باشا، رئيس مجلس إدارة الشركة العقارية العمومية بمصر إيموبيليا -ش- م.م، فإلى نص المقال.

إسماعيل باشا صدقي

“طلبت مني مجلة العمارة الغراء أن أكتب لعددها الخاص الذي عقدت النية على إصداره كلمة بمناسبة انتهاء شركة “الإيموبيليا” التي أتشرف برياسة مجلس إدارتها من إنشاء عمارتها القائمة على ملتقى شارعي المدابغ وقصر النيل.

وقد أتاحت لي المجلة بطلبها هذا فرصة للتعبير عن بعض الخواطر التي يثيرها في نفسي بروز هذه العمارة فيما هي عليه من الحلال والرونق، وهى أن المعماري لم يعد ذلك الرجل الذي يطلب منه بين آن وآخر أن يقوم ببعض الإصلاح أو النقص في عمارات قائمة أو يعد إليه في إنشاء مباني لا ينظر فيها لا من الناحية النادية، بل لقد أخذ مكانه بين اللائق به بين أهل الفن وأصبح جل مطمحه متجهًا إلى الانتقال من الجميل إلى ما هو أجمل، وهو بذلك يساهم في رونق المدينة نفسها فيقدم أحسن خدمة للجمهور بترقية الذوق العام الذي هو جزء هام من الحضارة. ولا تقتصر مهمة المعماري على ذلك، فهو مطالب الآن بأن يكون ملمًا بالشئون الاجتماعية المتصلة بمهنته باعتبار هذه المهنة من أهم الأسس التي تقوم عليها الرفاهية العامة، ويستند إليها الرقي، وقد تجلت هاتان الصفتان بأتم معانيهما في عمارة الإيموبيليا.

على أن هذه المهنة متى وضعت الحرب أوزارها سيكون لها من عظيم الشأن ما لا يعادله شىء في ماضيها، فسيكون رجال الفن قبلة الأنظار وستلقى على عواتقها مهمة من أخطر المهام متى عادت الأمور إلى اتجاهها الطبيعي وأخذ الناس ينجزون ما حالت دون إنجازه الحرب، وما جرته في ذيولها من التخريب الذي نضرع إلى الله أن يقي بلادنا العزيزة شره، وعلى ذلك فإننا نتوقع لأهل هذه المهنة عهد رخاء استثنائي نأمل أن يكون قريبًا بإذن الله.

أما عن عمارة الإيموبيليا في ذاتها تلك العمارة التي أعتقد أنها أكبر مبنى لا في البلاد المصرية فحسب، بل في الشرق أجمع، فهى مثل حي ملموس للأعمال الكبرى التي لا تقبل للأفراد بالقيام بها مهما بلغ من ثروتهم واقتدارهم، بل تحتاج إلى شركات تضاف فيها جهود الأفراد وأموالهم لكي يستطيعوا مجتمعين أن ينهضوا بما لا يستطيعونه منفردين.

عمارة الإيموبيليا
عمارة الإيموبيليا

وهى فوق ذلك مظهر آخر من مظاهر التعاون بين المصريين وضيوفهم الوافدين على هذه البلاد، فقد اشتركت في إقامتها أموال الفريقين وجهودهم، وكان وراء هذه الجهود توفير الرزق لعدد عديد من العمال المصريين، فكاتنت نعمة عليهم إذ ظل عملهم متصل بها حتى في الأيام التي وقفت فيها أعمال المباني تمامًا أو كادت”.

الوسوم
إغلاق
إغلاق