ملفات
قيام وانهيار سينمات وسط البلد.. تاريخ وحكايات ومعلومات تفصيلية
مع غياب التليفزيون الذي عرفته البلاد عام 1960.. كانت السينما هي المقصد الأساسي والوحيد لدخول عالم السحر والخيال

- "كايرو سينما".. من دار عرض إلى محال تجارية!
- "مترو": من "جولدوين ماير" إلى "السبكية"
- "كريم".. حكاية انقاذ دار عرض تاريخية!
- "قصر النيل".. سينما مع إيقاف التنفيذ!
- "ليدو": حريق فتجديد فعودة للجمهور
- سينما "ميامى": قاعة ملكية أفلتت من "التقسيم"
“كايرو سينما”.. من دار عرض إلى محال تجارية!
“مترو”: من “جولدوين ماير” إلى “السبكية”
أنشئت سينما مترو عام 1938، وهي من أقدم دور السينما في وسط البلد. أسستها شركة “مترو جولدوين ماير” العالمية لإنتاج وتوزيع الأفلام، وافتتحتها بعرض الفيلم الشهير “ذهب مع الريح”، وتأممت السينما بعد حركة الضباط المباركة في يوليو 1952.
للسينما العريقة تاريخ من الحرائق، حيث تعرضت لحادث تفجير اتهمت به جماعة الإخوان المسلمين في 6 مايو 1947 (الموافق ذكرى يوم جلوس الملك فاروق على العرش) ثم تعرضت للاحتراق ضمن 40 دار عرض أخرى أثناء حريق القاهرة (26 يناير 1952)، بعدها تعرضت لحريق آخر جزئي عام 2008 بسبب ماس كهربي. وتعتبر “مترو” أول سينما مكيفة في مصر، وفي عام 2006 قامت الشركة العربية للإنتاج السينمائي باستئجار الشركة بموجب عقد مدته 25 عامًا.
وفور استئجارها للسينما، قامت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي بتقسيمها إلى أربعة قاعات، لتواكب الاتجاه الجديد الذي يفضل القاعات الصغيرة المتعددة عن القاعة الكبيرة الواحدة و أصبحت “مترو” السينما المعتمدة لعرض أفلام “السبكي” في الأعياد.
وفي السنوات الماضية ارتبط اسم سينما مترو بحوادث التحرش، وذلك منذ حادث العرض الخاص لفيلم «عليا الطرب بالتلاتة» ولذلك تشهد السينما الكائنة بشارع طلعت حرب تواجدًا شرطيًا مكثفًا حولها في الأعياد خصوصا من عناصر الشرطة النسائية.
“كريم”.. حكاية انقاذ دار عرض تاريخية!
عام 2013 استطاعت شركة “دولار فيلم” تأجير سينما كريم من نقابة السينمائيين بعد مفاوضات استمرت قرابة العامين، بعقد ينص على إدارة السينما بنظام حق الانتفاع لمدة خمس وعشرين عاما تنتهي عام 2037، كما يقول “محمد النادى” المدير بسينما كريم.
وبعد حصول “دولار فيلم” على حق إدارتها زودتها بأحدث أنظمة وماكينات العرض، فتحولت من “35مم” إلى استخدام أنظمة عرض رقمية DCP لتواكب التطورات العالمية.
ويضيف النادي “دور السينما بوجه عام تشهد تراجعًا في الفترة الأخيرة نظراً للأوضاع الاقتصادية، إلى جانب سرقة الأفلام على الإنترنت، بالتزامن مع أول يوم للعرض وهي مشكلة كبيرة تهدد الصناعة كلها”.
ويلتقط أطراف الحديث محمد جباس، مدير السينما مؤكدا أنه رغم ذلك مازال لدور السينما “زبونها” ومهما شوهدت الأفلام سواء على الانترنت أو الفضائيات فإن متعة المشاهدة في السينما لها مذاق خاص. ويضيف جباس :”معظم السينمات لجأت إلى تقسيم القاعات الكبيرة إلى أكثر من قاعة لتنافس “سينما المول” بزيادة عدد الشاشات فى محاولة لجذب عدد أكبر من الرواد”.
وتضم سينما “كريم” قاعتين للعرض تحتوى الأولى على 430 كرسى والثانية 130على كرسى. ويعمل بها نحو خمسة وعشرين موظفا مقسمين إلى 6 فى إدارة، و 12 أبلاسير و4 ميكانيكى، و 3 خدمات، إضافة إلى موظف الشباك.
انشئت سينما «كريم» عام 1984، وتتكون من مجمع يضم صالتي عرض، كريم 1 وكريم 2، وتملكها نقابة المهن السينمائية.
فىي فبراير 86 كانت الدار هدفاً لنيران الإرهاب، حيث تعرضت لحريق اتهمت بتنفيذه إحدى الجماعات الجهادية المنشقة عن جماعة «طه السماوى»، وهي الجماعة التى كانت تستهدف ضمن أندية الفيديو والمسارح والسينمات ومحلات الخمور والكازينوهات في سنوات الثمانينيات.عادت “كريم” للعمل في أوائل التسعينات بعد ترميمها، حتى توقفت عن العمل عام 2009.
“قصر النيل”.. سينما مع إيقاف التنفيذ!
يعود تاريخ سينما قصر النيل إلى العام 1954، حين استأجرتها شركة “إخوان جعفر” من “ليفي دي بانجيو” مالك الأرض، وافتتحها الرئيس جمال عبد الناصر في نفس العام، ثم في عام 1989 استأجرتها شركة أفلام محمد فوزي التي أضافت إليها المسرح.
يقول عماد عبد العزيز مدير السينما، في البداية كان مبنى السينما مكونًا من قاعة واحدة كبيرة مقسمة إلى ثلاثة أماكن تدريجية تسع نحو ألف كرسي، عبارة عن سينما ومسرح، ثم تحولت “قصر النيل” للعرض المسرحي فقط بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، فقدمت مسرحيات الفنان محمد صبحي، مثل مسرحية “ماما أمريكا” التي ظلت تعرض لمدة خمس سنوات، ومسرحية “عائلة ونيس”، كما تم تأجير المسرح لعرض مسرحيات الفنان سمير غانم، ومنها مسرحية “أنا ومراتي ومونيكا”، بالإضافة إلى عرض مسرحية “شارع محمد علي”، وكانت أسعار التذاكر تتراوح بين 50 و 75 و 100 و 150 جنيه.
ويضيف مدير السينما “استمر تقديم العروض المسرحية حتى ثورة 25 يناير ولم يعد هناك منتجين للمسرح فقلت العروض المسرحية، ولكن لم تتوقف بشكل نهائي، ولم تغلق السينما أبوابها، فلا زال متاحاً عرض الأفلام والمسرحيات بـ”قصر النيل” متى كانت هناك عروض مناسبة”.
سينما “قصر النيل” كانت تعرف قديماً بـ”سيما الباشوات” الذين كانوا يتوافدوان عليها لحضور حفلات كوكب الشرق أم كلثوم، وهي تشدو على خشبة مسرحها بروائع “فات الميعاد”، و”دارت الأيام” و”هذه ليلتي” و”ألف ليلة وليلة”، وكذلك حفلات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالمطلب، ووردة، ومحمد فوزى، وغيرهم، وقد شهد مسرح دار سينما قصر النيل، الكثير من الأحداث الفنية، ففي عام 1973 وقفت وردة الجزائرية تغني أغنيتها “مالى وأنا مالى” من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، وذهب إليها العندليب مهنئا إياها، وقدم لها باقة ورد وصفق لها، وسط صيحات الجمهور وهتافاتهم للعندليب، الذي اضطر لمغادرة السينما حتى يستمع الجمهور لوردة.
“ليدو”: حريق فتجديد فعودة للجمهور
عام 1997 تعرضت سينما “ليدو” لحريق هائل أغلقت على إثره لسنوات طويلة حتى عام 2009، لما قررت وزارة الثقافة ممثلة في شركة مصر للصوت والضوء والسينما تجديد وتطوير السينما، ولكن عملية التطوير والتحديث قوبلت بالعديد من التعقيدات الخاصة بإصدار التراخيص اللازمة من محافظة القاهرة، ثم في عام 2014 استطاعت الشركة التغلب على تلك الصعوبات وقامت بأعمال تجديد شاملة للسينما تكلفت نحو تسعة ملايين جنيه، وشملت تلك التجديدات تقسيم قاعة السينما الكبيرة إلى أربعة قاعات صغيرة تعمل وفق أحدث النظم الخاصة بالصوت والصورة والكراسي والإضاءة بمصابيح “الليد”.
يشير عمرو خليفة مدير سينما ليدو إلى أن تلك التجديدات ترتب عليها إلغاء البلكون وتقليص عدد المقاعد لتصبح أربعمئة وثمانين مقعدًا (300 بالقاعتين في الدور الأرضى، و 180 بالقاعتين في الدور الأول)، وهو نظام مميز حيث يمكن تشغيل الفيلم على أكثر من قاعة بدلاً من قاعة واحدة وبالتالي تحقيق إيرادات كبيرة، كما أتاح هذا النظام حرية الاختيار بين أكثر من فيلم.
ويضيف “خليفة” أن سرقة الأفلام وعرضها على الانترنت أثرت بشكل كبير على تحقيق إيرادات للأفلام، كما أنها تهدد صناعة السينما ككل، فالأفلام أصبحت تعرض مباشرة على القنوات التليفزيونية الجديدة دون رقابة، في الوقت الذي تفرض فيه المصنفات الفنية قيودًا كبيرة على إدارة السينما قبل عرض الأفلام بها.
سينما “ميامى”: قاعة ملكية أفلتت من “التقسيم”
لسنوات عديدة ظلت الشركة العربية للإنتاج الإعلامي والثقافي “شعاع” وهي الشركة المستأجرة لسينما ميامي بشارع طلعت حرب منذ عام 1999، تسعى لتقسيم قاعة السينما إلى عدة قاعات، حيث أن هذا النظام هو المتبع حالياً والأكثر جدوى من الناحية التجارية والجماهيرية، وحتى تستطيع السينما منافسة سينما المولات التي تستقطب عددًا كبيرًا من الرواد، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، كما يقول شريف مختار نائب مدير سينما ميامي، وذلك بسبب بعض التعقيدات في إصدار التراخيص من الجهات المعنية، إضافة إلى ارتفاع تكلفة تنفيذ المشروع في ظل الحالة الاقتصادية العامة.
ويختلف مختار مع وجهة نظر الذين يرون أن سرقة الأفلام وعرضها على مواقع الانترنت تؤثر على نسبة الإقبال الجماهيري على السينما، مؤكدًا أن مشاهدة الأفلام على الإنترنت لا تضاهي نقاء صوت السينما أو حجم الشاشة الكبير وصدى الصوت داخل القاعة، كما أنه لم تحدث حالات سرقة للأفلام من قبل في السينما، فهي عملية صعبة لأن نسخة الفيلم تكون ذات علامة خاصة من الصعب التلاعب بها، كما أن إجراءات الأمن والتفتيش المستمر تحول دون سرقة الأفلام.
وعن تاريخ “ميامي” يقول مدير السينما إن “ميامي” تعد من أعرق دور العرض في القاهرة، وأنشئت عام 1923 وتتبع حالياً الشركة العربية للإنتاج الإعلامي والثقافي “شعاع” التي استأجرتها من الشركة المالكة “شركة مصر للصوت والضوء والسينما” عام 1999 لمدة عشرين عاما تنتهي في 2018، وبحكم موقعها المتميز بشارع طلعت حرب فقد كانت “ميامي” شاهدًا على الكثير من الأحداث المختلفة كجزء لا يتجزأ من قلب منطقة القاهرة الخديوية، ولم تسلم السينما من الحرائق المتوالية بدايةً من حريق 6 مايو 1946 حيث تعرضت لتفجير اتهم به منتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تمر ست سنوات حتى طالها حريق ثاني كبير ضمن أربعين دار سينما أخرى منها ريفولي وديانا ومترو وراديو أثناء حريق القاهرة.
تقع سينما “ميامي” على مساحة تقارب ألفي متر، وتتكون من قاعة واحدة كبيرة مصممة على الطراز القديم الذي يتيح وجود مقاعد بالصالة الرئيسية ومقاعد أخرى بالبلكون، وتسع نحو ألفًا ومئتي مقعد ( 800 صالة و 40 بلكون) ولها شباكان لبيع التذاكر، كما تعرض فيلما واحدًا يومياً بأسعار 20 و 25 جنيه للتذكرة.
4 تعليقات