ملفات
الإهمال وغياب الصيانة يحول الإيموبيليا إلى عشوائية عمودية!
تردى حالة المصاعد.. الممر تحول لساحة سيارات.. دهان المحال بألوان مختلفة.. وتقفيل البلكونات
كتبت: تيسير قوايد – هند الشناوي
تعانى عمارة الإيموبيليا من العديد من المشكلات، والتى رصدها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وقدمها للجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية منذ عام فى سبتمبر 2017، وتحتاج هذه المشكلات إلى حلول فورية من خلال أعمال التطوير. وبسبب هذا المشكلات تحولت عمارة الإيموبيليا إلى ما يشبه منطقة سكنية عشوائى ولكن بشكل عمودي!
وتتمثل أبرز هذه المشكلات فى واجهات الإيموبيليا وتشمل وجود أجهزة التكييف بشكل عشوائى على واجهات العقار، ووجود تعديات بإضافة لافتات على الواجهة ودهانات لبعض المناطق بأسلوب منفرد، وتعدى واجهات المحال التجارية على واجهة العمارة بأساليب وألوان وخامات وارتفاعات مختلفة، فضلا عن حاجة النوافذ للصيانة، وتعدى واجهات المحال التجارية على واجهة العمارة، بالإضافة إلى تعديات وإضافات على الواجهة ليست من أًصل المبنى، مثل تقفيل البلكونات، واستخدام دهانات بألوان مخالفة.
ولم تقتصر المشكلات على الشكل الخارجى فقط للعقار، فمن الداخل تم سد مسار امتداد شارع الفضل مع المدخل الآخر للفراغ والمطل على شارع الشواربي، كما تحول الفراغ الداخلى مكان لانتظار السيارات، بالإضافة إلى وجود العديد من المحلات المغلقة بأسلوب غير مناسب بوضع ألواح خشبية عليه، ووجود أجهزة تكييف تشوه واجهات الفراغ، ووجود فراغات مغطاة ومكشوفة يمكن استغلالها، والحاجة لتوحيد اللافتات على المداخل.
ورصد تقرير الجهاز القومى للتنسيق الحضارى كذلك وجود عدد 2 سلم إلى الجراج قد يشكلان عائقا أًمام استغلال الفراغ، وفى نفس الوقت قد يشكل فرصة لزيادة المستخدمين، بالإضافة إلى تردى المناور الداخلية وحاجة السلالم والروابط العرضية للصيانة، وحاجة مرافق الكهرباء فى المناور الداخلية لإعادة التنظيم والصيانة، إضافة إلى حاجة مرافق التغذية وصرف المياه فى المناور الداخلية للصيانة، والحاجة إلى ترميم الحوائط،وحاجة المصاعد وتجهيزاتها للصيانة ورفع الكفاءة، وحاجة تجهيزات المصاعد للصيانة ورفع الكفاءة.
محمد راضي: 45 وحدة فقط تسدد الاشتراكات بالجناح الأيسر من أصل 170 شقة ومحل تجارى
ويقول المحامى محمد راضي، رئيس اتحاد مُلاك الجناح الأيسر، لـ”منطقتي”: “أنشئ اتحاد ملاك لعمارة الإيموبيليا عام 2008، ونظرًا لمساحتها الكبيرة وانقسامها إلى جناحين، فكان أن تأسس اتحاد ملاك لكل جناح منفصل، والاتحاد يضم خمسة أعضاء ولكن المسئولية الأكبر تقع على رئيس الاتحاد ونائبه، ويختص إتحاد الشاغلين بكل قرار يتعلق بالمبنى خصوصاً ما يتعلق بالأجزاء المشتركة منه، بإجراء الإصلاحات أو الترميمات التى قد يتطلبها”.
يضيف راضي: “وفقًا لقانون تأسيس اتحاد الشاغلين فإننا كأعضاء الاتحاد مسئولون عن تحصيل مبالغ الاشتراكات الشهرية التى تفى بمتحصلات الكهرباء والمياه وترميم العمارة الترميمات البسيطة فيما يتعلق بالمناور والأجزاء المشتركة داخل العمارة، وقبل أن أتولى رئاسة اتحاد شاغلين الجناح الأيسر عام 2017، كانت هناك معوقات كثيرة أخرت تطوير وإجراء الإصلاحات المختلفة، أبرزها مشكلة تحصيل مبالغ الاتحاد للقيام بأعمال الصيانة، وغيرها، فغالبية السكان كانوا إما يتأخرون فى الدفع أو يمتنعون”.
وللأسف فإن تلك المشكلة لا تزال قائمة، فمثلاً الجناح الأيسر يضم 170 شقة سكنية ومحلًا تجاريًا، وبالرغم من ذلك فلا يتم تحصيل مبالغ اشتراكات اتحاد الشاغلين سوى من 45 وحدة فقط، وهو أمر غير مقبول، فوفقًا للقانون يتم مقاضاة من يمتنع عن دفع مبالغ الاشتراكات الشهرية، ولكننا نتطلع فى تكوين علاقات وطيدة مع السكان، لذا نطالبهم بالتحصيل بطريقة ودية، وإن لم تكن تلك الطريقة مجدية فهناك الإنذارات والدعاوى القضائية لاسترداد المستحقات حتى يتسنى لنا القيام بدورنا والتزاماتنا ومهامنا”.
ويشير رئيس اتحاد الشاغلين إلى أن فاتورة المياه بالإيموبيليا وصلت فى شهر مارس الماضى إلى نحو سبعة آلاف جنيه، وقفزت فى شهر يونيو إلى نحو 11 ألف جنيه، ومع ذلك لا يدفع غالبية السكان المستحقات المطلوبة منهم”.
وعن أبرز المشكلات فى مبنى عمارة الإيموبيليا يقول المحامى محمد راضي: “أبرز المشكلات التى تعانى منها الإيموبيليا هى تهالك المصاعد، فبرغم أن مواتير المصعد والكبائن تاريخية، ولكن من غير المعقول أن تترك طيلة نحو سبعين عامًا دون تجديد وإحلال كلي، لابد من التطوير الشامل لتوفير الأمان لمستخدمى المصعد، هذا بالإضافة إلى مواسير الصرف الصحى التى تعانى أيضًا نتيجة للإهمال ولابد من تغييرها حتى لا تتسبب فى مشكلات أخرى، والمشكلة الأكبر من هذا وذاك هى مشكلة التحصيل”.
وفيما يتعلق بالدور الذى تضطلع به شركة الشمس للإسكان والتعمير داخل عمارة الإيموبيليا يتابع راضى حديثه: “شركة الشمس هى الشركة المالكة لعمارة الإيموبيليا، وتملك الكثير من العقارات التى يتم بيعها فى مزادات، وبحكم تواجد مكتب الشركة المالكة فى العمارة، فهى تقوم بدور كبير فى دفع مبالغ الصيانة، كما أنها تنتظم فى سداد المتحصلات الشهرية المطلوبة منها”.
ويضيف: “سمعنا من قبل أن هناك خطة لتطوير عمارات وسط البلد ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية، وكان من المقرر أن يتم تطوير عمارة الإيموبيليا ضمن هذا المشروع نظرًا لكونها أعرق عمارة فى القاهرة ولها طبيعة خاصة، ولكن حتى الآن لم يحدث شيء، وننتظر أن يتم تطوير الإيموبيليا قريبًا”.