التقاريرملفات

“في انتظار التقرير”.. القصة الكاملة لإغلاق فندق وندسور التاريخي بعد تصدعه

هزة قوية شعر بها نزلاء الفندق التاريخي.. سارعوا إلى جمع متعلقاتهم، والفرار خارج المكان، لا أحد يعرف ما الذي حدث حتى رأوا معدات حفر المترو التي تعمل بالخارج، تخرج من الأرض المجاورة لفندق وندسورالتاريخي المقيمين فيه.

لحظات قليلة حتى ظهرت شروخ واضحة على جدرانالفندق، وتبين حدوث ميل نحو 10 سنتيمترات في المبنى بالكامل.

تصدعات في جدران مبنى فندق وندسور

“كانت هناك كابينة خاصة بمترو الأنفاق هبطت تحت الأرض وانفجرت ماسورة صرف صحي قطرها حوالي مترًا واحدًا نتيجة للهبوط، وتسربت منها كمية كبيرة من المياه، أدت لتسارع هبوط باقي الأرض المجاورة لمنطقة الحفر، أدى ذلك لحدوث ميل في مبنى الفندق وتصدع الجدران في عدد من الغرف المطلة على الجهة الشمالية؛ قمنا حينها بإبلاغ الجهات المختصة وقدمنا محضرًا بالواقعة في الحي، وفي المساء قام العمال بحقن الأرض وتغيير الماسورة، وانتهى الموقف على ذلك“. يقول فيليب أنيس مدير فندق وندسور.

تصدعات في جدران مبنى فندق وندسور

القصة بدأت منذ نهاية سبتمبر الماضي، وفي بداية ديسمبر الجاري قام بعض المهندسين من المركز القومي للبحوث بمعاينة الفندق، ومنذ ذلك التاريخ توقفت أعمال الحفر في الجزء الخاص بالخط الثالث لمترو الأنفاق الذي يمر بتلك المنطقة، وانتهى المشهد بغلق الفندق وإجلاء النزلاء، وما تبقى هو بعض عمال الفندق ينتظرون خارجه يراقبون المشهد، وعدد من رجال الأمن والعمال التابعين للهيئة القومية لمترو الأنفاق جالسين خارج الفندق في انتظار قرار استكمال أعمال الحفر أو توقفها نهائيًا، كما ينتظر أصحاب الفندق التقرير النهائي من مهندسي المركز القومي للبحوث الذي سيوضح حالة الفندق الفعلية”.

حدوث ميل في فندق وندسور التاريخي

نعود بالزمن إلى نحو مائة وست وعشرين عامًا من الآن وبالتحديد في عام 1893، هنا في شارع الألفي خلف سينما ديانا، كانت الأرض الواقعة مكان فندق وندسور عبارة عن حمامات أنشأها الخديوي إسماعيل، وفيما بعد أنشئ في مكانها فندق وندسور بشكله الحالي، وكانت تحيطه السينمات والمسارح المختلفة والمطاعم الراقية.

صورة لفندق وندسور التاريخي تعود للعام 1936

يحكي وفيق دوس المالك الحالي لفندق وندسور لـ“منطقتي”: “كانت حمامات الخديوي إسماعيل تقع مكان الفندق، ومع بداية عام 1900 اشترى الأرض مجموعة من الإيطاليين، ثم استأجرها مجموعة من الفرنسيين وقاموا بإنشاء فندق وندسور ثم اشتراه مدير فندق شبرد واستقر فيه فترة طويلة، وتحولت إدارة الفندق لإدارة سويسرية، حتى أن الطراز الداخلي للفندق يحتفظ بالطابع السويسري حتى اللحظة، ومع بداية عام 1962 اشترت عائلة دوس المصرية الفندق بالكامل”.

صورة للمالك المصري لفندق وندسور داخل ريسبشن الفندق

“كان السويسريون يعتبرون الفندق واحدًا من العائلة، فكانوا يبحثون عن أصل المشترين قبل البيع، وحين طلب والدي شراؤه وافقوا وباعوه له، كنت حينها أدرس بالجامعة”.

وفيق دوس- المالك الحالي لفندق وندسور التاريخي

يقع فندق وندسور في ستة طوابق بخلاف الطابق الأرضي الذي يضم ريسبشن يعلوه في الطابق الثاني مطعم وكافتيريا وبار ثم خمسة طوابق تضم غرف بإجمالي 51 غرفة، كل غرفة لها ديكور خاص، ويتميز الفندق المصنف فندقًا ذو ثلاثة نجوم بديكور مميز للغاية، فالكراسي الموجودة في الريسبشن عبارة عن براميل تم تقطيعها وأعيد توظيفها، أما الأسّرة الموجودة في الغرف شبيهة بالأسّرة الموجودة في المنازل لتعطي إحساسًا بالراحة والدفء.

إحدى غرف فندق وندسور

المنطقة التي تحيط بالفندق كانت تضم قديمًا سينما صيفي يستمتع نزلاء الفندق بمشاهدة الأفلام السينمائية المعروضة فيها من داخل غرفهم، ويجاور الفندق مطعم “الكورسال” وأمامه مطعم “سان جيمز” يضم حديقة كبيرة يمكن تناول الطعام داخلها.

ريسبشن فندق وندسور التاريخي

وفي الطابق الأول من الفندق كان يوجد مطعم مشهور يسمى “بريزيانا”، كانت له قصة حيث أممته الحكومة وحولته إلى معرض للمفروشات، وأغلق، وتحول بعدها إلى سنترال الألفي.

من داخل فندق وندسور

شهد الفندق أحداثًا تاريخية، حيث أقام فيه مجموعة من الضباط الإنجليز واتخذوه ناديًا لهم خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، وفي فترة بناء السد العالي في أسوان أقام فيه مجموعة من الخبراء الروس الذين كانوا يعملون في مشروع السد. كما أقام فيه المغني الفرنسي العالمي “جورج موستاكي.

واجهة فندق وندسور التاريخي

وشهد أيضًا تصوير أحداث العديد من الأفلام العربية والأجنبية منها فيلم عمارة يعقوبيان، وفيلم “آيس كريم في جليم“، وفيلم “كابوريا” للفنان أحمد زكي، والفيلم العالمي Around The World In 80 Days، الذي تدور قصته حول مخترع بريطاني، ولص صيني، وفنانة فرنسية يراهنون على مغامرة السفر حول العالم في 80 يوما.

الوسوم
إغلاق
إغلاق