موسيقى وسينما

فيلم “سنوبيرسر”.. ثورة الفقراء الخيالية

ضمن عروض مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة “دي كاف”، يعرض الفيلم  الكوري “سنوبيرسر”  للكاتب والسيناريست “بونغ جون-هو  وكيلي ماسترسون، وإخراج: بونغ جون-هو. والمقتبس من الرواية المصورة  Le Transperceneige للمؤلف جاك لوب.

فيلم الخيال العلمي الذي عُرض لأول مرة في عام 2013 تعيد سينما زاوية بوسط البلد عرضه ضمن العروض السينمائية للمهرجان.

ويحكي الفيلم قصة ثورة ومقاومة مسلّحة يجهّز لها البطل الفقير “كريس إيفانز” وأبناء طبقته المشردين أمام “ويلفورد” الرئيس وحاشيته التي تحظى بامتيازات بغير حق. بالرغم من أن ويلفورد لا يظهر على مدار الفيلم إلّا في المشهد الأخير فقط، إلّا أن القطار بالكامل يدور حول قراراته.

تنتهي أي وسيلة للحياة على الأرض في وجود تغيرات مناخية وبيئية تسبب فيها الإنسان. وعلى مدار ساعة ونصف يصوّر “سنوبيرسر” في مكان واحد “one location” داخل قطار كبير يحمل مجموعات قليلة من البشر تتمكن من الهرب لتسكن القطار الكبير بعد أن تتغير درجة حرارة الأرض بعد اضطرابات في المناخ تؤدي لتجمدها.

ومثلما يجد البشر أنفسهم على الأرض متفاوتين في طبقتهم الإجتماعية نجد ذلك أيضًا في القطار؛ نهاية القطار تتكدّس داخله الفقراء؛ طعامهم الحشرات ومياههم ملوثة، أجسادهم قذرة وأطفالهم يتم استخدامهم تباعًا لتشغيل محرك القطار المحكوم عليه بالدوران حول الأرض إلى الأبد.

يستخدم المخرج قطعات مونتاج حادة لإظهار الروتين الذي يعيشه سكان القطار جميعهم. كما يلجأ لتكوينات بشرية كبيرة أثناء تصويره للثلث الأخير من القطار حيث يوجد الفقراء بينما نجد كادرات واسعة عند تصوير الرئيس وجنوده، هؤلاء الذين يحظون بتعليم جيد لأبناء وفواكه كثيرة لهم وزوجاتهم.

إبهار بصري وتصوير سينمائي مميز يجسّده المصوّر هونغ كيونغ بيو بكثرة لتصوير الأرض المجمدة بالإضافة إلى بعض التكوينات داخل القطار.

ثمة رسالة يحاول سكّان مقدمة القطار إيصالها أمام “ثورة الفقراء” أن الجميع “يجب عليه الالتزام بدوره الذي وجد نفسه به، ألّا يحاول الخروج من طبقته أو مكانه في القطار” وهو ما يحاول البطل رفضه.

بينما يدخل الفيلم في إطار الخيال العلمي الذي نراه في حبكة الفيلم ذاتها كما في تنفيذها إلا أننا نرى حوار واقعي يحدث في صراع الطبقات وسكّان القطار، ربما يترك صنّاع العمل القرار للمتفرج في أن يقرر في أي نوع يمكننا تصنيفه!

الوسوم

‫2 تعليقات

  1. تنبيه: Google
  2. تنبيه: Google
إغلاق
إغلاق