التقارير

بعد حريق سبيل أم محمد علي باشا.. الآثار: ازدواجية الإشراف على الأبنية الأثرية تعرضها للسرقة والإهمال

نشب حريق صباح أمس الثلاثاء بمبنى أحد الفنادق المجاورة لمسجد الفتح بميدان رمسيس، نتيجة ماس كهربائي، إلا أن النيران أبت ألا تنطفئ قبل أن تلتهم أجزاء من سبيل وكُتّاب أم محمد علي المجاور للفندق، حتى تم إخمادها بعد جهود من وحدات المطافئ.

السبيل والكُتَّاب الأثري أنشأته زيبا قادن زوجة محمد علي باشا الكبير والي مصر في عام ١٨٦٩، وكان مخصصًا لعابري السبيل يشربون الماء منه ويحفظون القرآن فيه، وبعد وفاة السيدة زيبا آلت ملكيته للعديد من الجهات ثم انتقلت فيما بعد لوزارة الأوقاف، وتم تسجيله بعدها في سجلات الآثار الإسلامية بوزارة الآثار.

ووفقًا لتصريحات الدكتور عبد الحميد الكفافي مدير عام التخطيط والمتابعة للترميم بقطاع المشروعات بوزارة الآثار فإن الازدواجية في الإشراف على المباني الأثرية جعلت من الصعوبة الحفاظ على الأبنية الأثرية كما ينبغي، فمبنى السبيل مثلًا يخضع لملكية وزارة الأوقاف، ويضم قطعًا أثرية مسجلة بوزارة الآثار إلا أن الأوقاف لم تقم بتعيين الحراسات الخاصة وتأمين المبنى، ولو كان يخضع للإشراف الكلي لوزارة الآثار لكانت هناك الكثير من الاحتياطات كتعيين مفتشًا للآثار يقوم بالمتابعة الدورية للمبنى وإذا وجد مخالفة يقوم بتحرير المحاضر فورًا للمخالفين، وكذا تعيين حراسات ومراقبة شديدة وإجراء المرور الدوري والصيانة للمبنى.

مبنى سبيل وكُتَّاب أم محمد علي باشا 01
مبنى سبيل وكُتَّاب أم محمد علي باشا 01

ويتابع الكفافي: “هناك ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مبنى أثريًا مملوكًا لوزارة الأوقاف نتيجة لإشرافها خلال فترة زمنية طويلة على الأرض المبني عليها الأثر، أو لإشرافها على اليتامى الذين يتحصلون على خدمات سواء من الأسبلة أو المساجد، وتقوم الوزارة بعد فترة باعتبار المبنى وقفًا، ويخضع أيضًا لإشراف وزارة الآثار، إلا إن تلك الأبنية معرضة للسرقات والإهمال نتيجة تلك الإزدواجية في الإشراف، وأناشد رئيس الجمهورية بالتدخل لفض الاشتباكات القائمة بين وزارة الآثار ووزارة الأوقاف على تبعية المباني الأثرية”.

ما بعد الحريق

يضيف الدكتور عبد الحميد الكفافي: “ما سيحدث بعد تلف الكثير من الأجزاء داخل السبيل ومنها البراطيم الخشبية والامتدادات الخشبية (البلكونات) والنوافذ والمشربيات، هو إعادة الترميم مرة أخرى وعمل تدعيم وإصلاح الأجزاء التالفة، حيث ستقوم وزارة الأوقاف بمخاطبة وزارة الآثار لمساعدتها في إنقاذ المبنى، فوفقًا للمادة ٣٣ من قانون حماية الآثار، وزارة الآثار لا تتحمل تكاليف المقايسات وأعمال الترميم إلا للمباني التابعة لها فقط، إلا إن وزارة الأوقاف كثيرًا ما تُحمِّل وزارة الآثار كل التكاليف، مما يضطر الآثار للترميم من ميزانيتها، وأحيانًا ما تلجأ لمخاطبة مجلس الوزراء لتمويل أعمال الترميم تلك”.

عن سبيل أم محمد علي

يتكون مبنى سبيل وكُتَّاب أم محمد علي باشا من طابقين الأول سبيل كان الناس يشربون منه الماء، والطابق الثاني هو كُتَّاب لحفظ القرآن الكريم، وقام بتصميم المبنى المهندس المعماري حسين باشا فهمي.

الوسوم

تعليق واحد

  1. تنبيه: Google
إغلاق
إغلاق