أماكنالتقارير

7 محطات تاريخية في تطوير “بولاق أبو العلا” تعرف عليها

قليلة هي العواصم التي تمتلك مطلات طبيعية رائعة مثل واشنطن وباريس وروما. القاهرة واحدة من تلك المدن، إذ تتمتع العاصمة المصرية بمطل لا يُنافس على نهر النيل وبامتداد يسمح باستغلاله استثماريا وتنمويا وثقافيا.. ألا وهو منطقة بولاق أبو العلا وفي القلب منها “مثلث ماسبيرو”.

مخطط تطوير مثلث ماسبيرو

تخضع منطقة «مثلث ماسبيرو» أو تلك المنطقة الواقعة بين كورنيش النيل خلف مبنى الإذاعة والتليفزيون ووسط البلد الخديوية، لمشروع تطوير مثالي وهو فرصة نادرة وربما أخيرة لتنمية واستغلال المطل القاهري الساحر على النيل، وإنقاذ هذه المنطقة التاريخية التي عانت الفوضى والتهالك على مدار عقود طويلة.

بدخول مشروع تطوير مثلث ماسبيرو حيز التنفيذ، سيكون المشروع هو المحطة التاريخية السابعة فى تنمية وتطوير حي بولاق أبو العلا بالكامل.

اكتسبت بولاق أهميتها الأولى في القرن الخامس عشر من كونها ميناء نهريا للتجارة ونقل البضائع، بعد تحول طرق التجارة من البحر الأحمر للبحر المتوسط وتدهور حال ميناء «أثر النبي» بمصر القديمة.. وفي عام 1771 اتسعت أرض بولاق بفعل الطرح السابع للنهر الذي كون المنطقة المعروفة برملة بولاق.

ميناء بولاق أبو العلا حوالي عام 1869

ومع قدوم الحملة العسكرية الفرنسية إلى مصر عام 1798 اهتم الفرنسيون بميناء بولاق، حيث سعى نابليون بونابرت للوصول من خلاله إلى مدن الوجه البحري، ولتعظيم الاستفادة وتنمية المنطقة أنشأ الفرنسيون طريقا من الأزبكية إلى حي بولاق سمى شارع بولاق. لكن إذا كان للحملة الفرنسية الفضل في تنمية بولاق كضاحية سكنية وتجارية وربطها بوسط العاصمة فهم أيضا من قاموا بإحراق الحي في إبريل عام 1800 لإخماد ثورة سكان بولاق على «الفرنساوية»، كما يذكر الجبرتي، وقاد هذه الحملة القمعية الجنرال كليبر الذي دفع ثمن ما فعله باغتياله على يد الشاب الأزهري سليمان الحلبي.

ميناء بولاق أبو العلا
ميناء بولاق أبو العلا

مع تولي محمد علي باشا مقاليد الحكم أولى اهتماما خاصا لبولاق بداية من عام 1811، حيث أنشأ الأسطول وتبعه بإنشاء المطابع الأميرية، وقام الوالي أيضا باستكمال الطريق الذي أنشأه الفرنسيون من الأزبكية إلى ضاحية بولاق (وهو نفسه شارع فؤاد الأول الذي تغير اسمه إلى 26 يوليو بعد ثورة 1952) وعبّده لتنشأ على جانبيه المحلات التجارية وأماكن اللهو والترفيه، ويصبح الحي منافسا للأزبكية التي كانت تمثل وسط العاصمة آنذاك ويصبح الحي جاذبا للباحثين عن سكن راق قريب من النيل ليبدأ تنظيمه منذ عام 1830.

بولاق أبو العلا

ومع تولي الخديو إسماعيل شؤون البلاد ونقل مقر الحكم إلى قصر عابدين، شهدت بولاق كضاحية راقية على النيل قفزات جديدة، وأصبحت مقصدا للاستمتاع والتنزه. ويذكر علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقية أنه في عام 1294 هجرية 1877 ميلادية بعد تنظيم القاهرة إلى أثمان لتحصيل الضرائب كان عدد المقاهي في بولاق 160 والخمارات 50 والبوز «محلات شرب البوظة للعامة» 16 والعطارين 86 والقزازين «صناع القزاز» 21 والزيانين «الحلاقين» 80.

وبحلول عام 1892 ومع إنشاء كوبري إمبابة الذي قام بتنفيذه المهندس الفرنسي دافيد ترامبلى، ثم تشييد كوبري أبو العلا في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1908، تغيرت علاقة بولاق بغيرها من الأحياء على الضفة الأخرى من النهر، وشهدت نزوحا من الطبقة الراقية لوسط البلد الإسماعيلية والزمالك وجاردن سيتي.

كوبري بولاق أبو العلا

تواصلت التغيرات الجذرية في الحي القاهري القديم 1956 مع إصدار الرئيس جمال عبد الناصر قرارا بتطوير العاصمة وإنشاء شارع الكورنيش بعرض 40 مترا وما تبع ذلك من إزالة العديد من المباني على النيل، وأغلبها من المصانع والورش التي افتتحت في عهد محمد علي باشا.

تواصلت محاولات تطوير منطقة بولاق أبو العلا وفي القلب منها «مثلث ماسبيرو» بعد إنشاء مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وطرحت عدة خطط وتصورات أغلبها كان يرى في المنطقة حياً مالياً وإدارياً فقط يستلزم إنجاحه نقل سكانه الحاليين إلى أحياء ومناطق أخرى حول القاهرة، حتى جاء المشروع الحالي لتطوير ماسبيرو ليعطى الأمل للسكان والمعماريين أيضا في إتاحة المجال أمام الاستثمارات والحفاظ على وجود السكان في نفس المكان.

مثلث ماسبيرو
الوسوم

‫2 تعليقات

  1. تنبيه: Google
  2. تنبيه: Google
إغلاق
إغلاق