الجاليريكنوز معمارية

من قصر إلى بنك.. تعرف على قصة مبنى “البارون ديجليون”

"أنشأ هذه الدار لنفسه البارون دلور ديجليون"

يعد مبنى قصر البارون ديجليون الواقع في 27 شارع شريف أحد التحف المعمارية بوسط القاهرة، ويرجع تاريخ إنشاء هذا المبنى العريق إلى العام 1886 في عهد الخديوي توفيق، حيث كان منزلًا للبارون ديجليون الذي كتب على واجهته: “أنشأ هذه الدار لنفسه البارون دلور ديجليون”، وقد ورثته أخته وأولاده ثم بيع فيما بعد إلى اليهودي “موريس نحمان” أحد أكبر تجار الآثار بالشرق الأوسط وقتها والمتوفى عام 1948م، والذي تبرع بعدة قطع أثرية لمتحفي اللوفر بباريس والمصري بالقاهرة.

واجهة المبنى مصممة على الطراز الإسلامي وغرفه الداخلية مزينة بزخارف أوروبية ووجوه ومناظر طبيعية تمثل أشكالًا من مختلف دول العالم، وعلى هذا الأساس، ونظرًا لقيمته الأثرية والفنية، فقد أصدر المجلس الأعلى للآثار القرار رقم 59 لسنة 1995 بتسجيل العقار ضمن مجموعة الآثار الإسلامية والقبطية.

مبنى قصر البارون ديجليون بشارع شريف

نزاعات على الملكية

عندما مات “موريس نحمان” توارث القصر زوجته وأولاده، وأقيم به شركة لأصحابها اليهود كانت تسمى شركة “أفترو” ثم باعها ورثة “نحمان” في إبريل عام 1952م (قبل الثورة بثلاثة أشهر فقط) إلى بنك الاستيراد والتصدير المصري مناصفة مع البنك التجاري الإيطالي، ثم استحوذ بنك الاستيراد على كامل العقار وتم تحرير ورقة مع بنك الإسكندرية كبداية للاندماج بين البنكين.

فجأة، في العام 1968، أصبح العقار في حوزة بنك الإسكندرية، رغم أن الاندماج بينه وبين بنك الاستيراد لم يتم ولم يسجل بالشهر العقاري. ومن جانب آجر بيعت شركة “أفترو” إلى السيد جمال الدين فهمي، ثم أعلن إفلاسها، وعرض مقرها للبيع بمحكمة الإفلاس، فاشترته السيدة نبيلة عطية الشيخ عام 1988.

لمن يتبع المبنى؟

لو تحدثنا على أرض الواقع فهذا المبنى الأثري كان من قبل مقرًا لفرع من فروع بنك الإسكندرية، وذلك حتى عام 1948، وعندما أدرج على قائمة المباني الأثرية، طعنت إدارة بنك الإسكندرية على القرار، وطالبت بتعويض قدره 140 مليون جنيه، لكن المحكمة الإدارية العليا رفضت دعوى البنك وذلك لعدم ثبوت ملكيته للعقار.

ثم تدخلت السيدة “نبيلة عطية الشيخ” الشهيرة بالحاجة نبيلة القاضي، وهي زوجة محمد شتا وكيل وزارة السياحة السابق، بصفتها طرف أصيل في القضية، وتوالى النزاع القضائي، الذي كانت آخر حلقاته حكم صدر في مايو 2013 من المحكمة الإدارية العليا بأن البنك ملك السيدة نبيلة، اشترته بمبلغ مليون جنيه مصري عام 1988، سددتها على أربع دفعات حتى عام 1992.

حالة المبنى اليوم

يوجد الآن أسفل المبنى محل تجاري عتيق تغطي الأتربة جدرانه وبضاعته، تملكه “الحاجة نبيلة” ويعمل بع ابنها “طارق شتا”، وهو مخصص لبيع اللوحات الزيتية والكراسي والشكمجيات والأرابيسك و”أساتيك” الساعات الجلدية، أما باقي أدوار العقار فهي مهجورة وغير مستغلة وتملؤها المخلفات والأتربة المتراكمة عليها عبر السنين.

الوسوم
إغلاق
إغلاق