الجاليريشوارعنا

يوم احترق “العشب” في شارع عدلي (صور نادرة)

لاتندهش من المفارقة عندما تعلم أن الجزء المطل من محطة البنزين الموجودة بشارع عدلي والتي لها امتداد يطل على شارع عبد الخالق ثروت يرجع الفضل في وجودها إلى حريق هائل تسبب في إزالة المبنى المقام حاليا على أرضه، كما قضى هذا الحريق وإلى الأبد على رمزية المبنى.
كان المبنى يتكون من قصر أبيض أنيق من دورين، ويتضمن كل ما يوفر جو مريح لكل من يدخل المبني الحامل لمسمى بالإنجليزية  هو “Turf Club” أي “نادي العشب”.

مبنى نادي العشب بشارع عدلي قبل احتراقه

يرجع مسمى النادي إلى  نادي إنجليزي عريق بدأ نشاطه في بريطانيا بالربع الأول من القرن التاسع عشر، وفي مصر بدأ نشاطه في شارع عدلي بعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني لها عام 1882 واستمر فيه حتى احتراقه.
واعتبر مع “نادي الخديوي” – نادي الجزيرة الرياضي فيما بعد – أرقى ناديين في مصر يضمان أعضاء من صفوة الأرستقراط الإنجليز فقط، وظل نادي العشب لا يقبل عضوية مصريين خلافا لنادي الجزيرة الذي سمح بعضويتهم فيما بعد.
هذه الرمزية المفرطة في إنجليزية النادي جعلته محل كراهية بالنسبة للمصريين باعتباره رمز استعماري بامتياز لمحتل بلدهم غير المرحب به وبشكل خاص وقوي لدى التيارات السياسية التي رفعت شعار مقاومة الاحتلال.
وكانت هذه الكراهية وراء استهداف المبنى والتعامل معه بمنتهى القسوة في حريق القاهرة يوم 26 يناير 1952 من قبل من كان وراء تدبير الحريق.
بحسب الرواية البريطانية لحريق المبنى والتي ربما لا تخلو من المبالغة، كان الحادث دمويا وليس مجرد حريقا فقط، إذ حطم المهاجمون كل شئ وأشعلوا النار في الأثاث وقتلوا 40 من أعضائه المتواجدين فيه.

صالة الطعان بمقر النادي

وذكرت رواية أخرى أن بعض ممن كانوا فيه فروا ومكنهم عدد من المصريين من الاختباء في مبنى مجاور.
ظهر اسم النادي في العديد في إحدى القصص من “مجموعة 11 قصة ممتازة” للكاتب الإنجليزي الجرنون بلاك وود (1869 – 1951) إذ أن بطل القصة عندما وصل إلى القاهرة جعل عنوانه المؤقت على نادي العشب بالقاهرة.
كما ورد اسمه ضمن أحداث قصة الجاسوس الألماني آبلر الذي تواجد في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية وأخفته الراقصة حكمت فهمي في عواماتها وأصلح له الضابط أنور السادات جهاز اللاسلكي، حيث كان آبلر يتردد على النادي في زي ضابط إنجليزي وتشكك فيه “بار مان” بالنادي وأبلغ عنه الأمن الميداني الإنجليزي بسبب أن “آبلر” كان يدفع ثمن مشروباته بالجنيهات الاسترلينية بينما كل الضباط يدفعون بالجنيه المصري وهو العملة التي تصرف بها رواتبهم في مصر.

 

 

الوسوم
إغلاق
إغلاق