حوارات صحفيةڤيديو

ماريز هلال: هذه مخاوفي من مشروع تطوير البورصة

الرخام المستخدم في الأرضيات أملس ويهدد المشاة.. وأخشى على النخيل النادر.. وإقامة فعاليات فنية يقلق راحة السكان

عاشت ماريز هلال كل عمرها (ثمانين عاما) في وسط البلد، منذ أن ولدت عام 1938 على يد طبيب سويسري كانت عيادته تطل على ميدان سليمان باشا (طلعت حرب حاليا) وبخلاف سنوات قليلة أقامت فترات قصيرة في إيران منتصف الستينيات، ثم في لبنان، وبعدها في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تعود دائما. تقول ماريز: “لا أرى نفسي في بلد آخر. حنيني الدائم للقاهرة ورغبتي في العيش فيها، حب خاص فيها لا يمكن تفسيره”.

أقامت ماريز هلال منذ ولادتها في العقار رقم 10 شارع النبراوي بمنطقة شامبليون مع أسرتها، وفي عام 1982 انتقلت إلى شقتها الحالية في عمارة يملكها جدها في شارع المهراني المتفرع من شارع الشريفين بمنطقة البورصة. تمتلك ماريز مع شقيقها مطعم “استوريل” الشهير الذي يعد من علامات القاهرة الخديوية، ويقع في الممر الرابط بين شارعي طلعت حرب وقصر النيل.

ماريز هلال - تصوير: أحمد حامد
ماريز هلال – تصوير: أحمد حامد

 

تهتم ماريز بالتراث المعماري لوسط البلد، وتحفظ جيدا الطراز المعماري لأغلب العمارات في المنطقة وأسماء المهندسين الذين شيدوها من المصريين والأجانب، وهي مؤرخة حية كذلك للمتغيرات الكبيرة التي شهدتها وسط البلد منذ النصف الثاني للقرن العشرين..

جاء الإعلان عن تطوير مثلث البورصة بداية من شارع الشريفين وتحويله إلى منطقة للفنون ليثير مخاوف كثيرة لدى ماريز هلال. تقول: “تذكرت عندما حصل تجديد لأرصفة طلعت حرب، وقاموا بتركيب رخام أملس يتسبب في انزلاق المشاة، دون مراعاة لكبار السن وغيرهم”.

يحيى وجدي خلال حواره مع ماريز - تصوير: أحمد حامد
يحيى وجدي خلال حواره مع ماريز – تصوير: أحمد حامد

المخاوف الثلاث الرئيسية عن ماريز من مشروع التطوير الذي تتابعه يوميا في شارع الشريفين، تتلخص في نوعية بلاط الأرضيات، فهو كما لاحظت “رخام ناعم” غير مناسب للمشاة وسيتسبب مرة أخرى في انزلاقهم، كذلك تخشى على أشجار النخيل وغيرها من المزروعات في الشارع، فالمساحات الخضراء في وسط البلد بشكل عام باتت قليلة، أما النقطة الثالثة التي تثير قلق ماريز فهي الإعلان عن تحول “الشريفين” إلى منطقة للفنون وإقامة حفلات وفعاليات فنية في الشارع بما يعني أصوات مرتفعة في منطقة سكنية هادئة. تقول ماريز: “وماذا عن كبار السن والمرضى والراغبين في الراحة والهدوء”.

تقارن ماريز هلال بين منطقة البورصة قبل عام 2001 عندما تم إغلاقها أمام حركة السيارات، وتحويلها إلى ممرات للمشاة وما يحدث الآن، مؤكدة أن الوضع بعد إغلاق المنطقة أصبح أفضل للسكان بكل تأكيد فقد كانت المنطقة ساحة مفتوحة لركن السيارات، والبلاط الذي تم وضع للأرضيات أفضل من الرخام الذي يقومون بتركيبه الآن.. تقول: “كان بلاط خشن وجميل ومناسب لطبيعة المنطقة، وقتها استغرق العمل نحو عام وعانينا كثيرا من حفر الشوارع، لكن كان الأمر مدروس والنتيجة كان جيدة”.

تستنكر ماريز هلال أيضا عدم الاستماع إلى آراء سكان المنطقة أو مناقشتهم في المشروع، رغم الإعلان عن تكوين ما يشبه اتحاد شاغلين من سكان “البورصة” لإشراكهم في مشروع التطوير.

ماريز هلال - تصوير: أحمد حامد
ماريز هلال – تصوير: أحمد حامد

في شهر نوفمبر الماضي تعرضت ماريز هلال لحادث في ساقها، ومازالت تتلقى العلاج الطبيعي حتى الآن وتتحرك بصعوبة. تخشى ماريز أن يتكرر الأمر بسبب الرخام الجديد. تنهي حديثها معنا قائلة: “هم لم يستمعوا لرأينا منذ أن بدأ المشروع، وأتمنى أن يستمعوا الآن”.

الوسوم
إغلاق
إغلاق