ثقافةمنوعاتوجهة نظر

“مارلين مونرو” ومصائد الأتربة في وسط البلد

من أشهر المشاهد لمارلين مونرو كان مشهد تطاير فستانها بسبب تيار الهواء المتصاعد من شبكة فتحات هواء مترو الأنفاق في نيويورك، عندما مرت عليها مونرو في فيلم “Seven years itch”. استحضر المشهد الصورة عن شبكات مشابهة كانت تتواجد تحديدا أمام مداخل بعض العمارات وأمام المحلات الكبرى في وسط البلد وأحيانا يتصاعد من بعضها تيار هواء خفيف يشعر به المارة ولكنه لم يكن يرفع الفساتين كما في المشهد.

مشهد لمارلين مونرو في فيلم seven years itch

كان الهدف من تلك الشبكات التي اختفت حاليا هدفًا مختلفا، فلم يكن في القاهرة الخديوية وقتها مترو أنفاق، إذ كانت مصيدة للأتربة والغبار والعوالق في الشارع حتى لا تدخل إلى العمارات والمحلات وخاصة المحلات الكبري التي كانت تحرص على أن تكون هذه المصيدة عند أبوابها، لكي تنظف نعال الزبائن قبل دخولهم المحل من خلال قضبان، غطاؤها كان في الغالب من النحاس الأصفر اللامع مما يضفي عليها نوع من الشياكة، وهو نفس دور المشاية التي توضع عند باب الشقة، وكانت هذه الشبكات تفيد أيضا في سهولة تجميع الأتربة لدى كنس وتنظيف مداخل العمارات والمحلات أو حولها.
كان أسفل هذة الشبكات إما حفرة تتجمع فيها الأتربة وتنظف من وقت لآخر أو غرفة صغيرة تتصل بممر يؤدي إلى بئر السلم أو البدروم حتى يمكن تنظيفها من خلاله، وكان هذا النوع هو سبب مرور تيار الهواء الخفيف الذي يشعر به المارة.
غياب هذه المصائد للأتربة جاء في عمليات متتالية سميت “بتطوير الأرصفة” بدأت في ستينيات القرن العشرين، والتي كانت عبارة عن تغطية عشوائية للرصيف بطبقة أخرى من الرمال والبلاط مما أدى إلى ارتفاع الرصيف عن مداخل العمارات والمحلات كما هو ملاحظ الآن وبالتالي ردم هذه المصائد؛ مما أضاع أحد المعالم الموجودة في العديد من العواصم العالمية.

مصائد الأتربة أمام أحد المحلات القديمة في وسط البلد- تصوير: عادل سيف

بحثت عن آثار لهذه الشبكات في القاهرة لم أجد إلا حفرة تدل على مكانها (كما في الصورة) أمام أحد المحلات المغلقة في أحد ممرات وسط البلد بعيدا عن الأرصفة، وكان هذا المحل قبل إغلاقه من أكبر المحلات المتخصصة في بيع أوراق الطباعة وقد نزعت الشبكة وسد ممرها بباب حديد منعا للدخول إلى بدروم أسفل المحل.

الوسوم
إغلاق
إغلاق