منذ ستينات القرن الماضي، بعد أن دخلت الخدمة التليفزيونية إلى مصر، أوجدت السينما لنفسها مساحة وأصبحت منافس قوي، في الوقت الذي كان فيه المسرح يعاني حالة من الركود، فقررت الدولة وضع حل سريع لتلك الأزمة؛ صدر قرار في عام 1971 بتحويل المؤسسة العامة للسينما إلى هيئة عامة، وضمت المسرح والموسيقى إليها. ولكن انقسمت تلك الهيئة كما يقول جمال حجاج مدير دور العرض بالبيت الفني للمسرح، وصدر قرار جمهوري بإنشاء البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والبيت الفني الموسيقى.
ويدير البيت الفني للمسرح، المسارح التابعة للدولة، ومن تلك المسارح بخلاف المسرح القومي في منطقة وسط البلد:
مسرح القاهرة للعرائس
تأسس عام 1963 بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حدث ذلك بسبب حضور فرقتان من فرق العرائس إلى القاهرة وقدموا ورشة للمصريين، تخرج من تحت أيديهم أول فرقة للعرائس قدمت احتفالية أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أعجب بهم وقرر إنشاء مسرح خاص للعرائس، هو المسرح الموجود الآن بمنطقة العتبة.
بدأ المسرح بعروض الماريونيت وقدم أشهر عرض عرائس وهو عرض الليلة الكبيرة، من بعدها تطورت العروض فظهرت عروض القُفاز والمسرح الأسود والعروض البشرية، وعروض المزج التى تجمع بين البشر والعرائس. وهو يسع 350 مقعد.
مسرح الطليعة
يعود تاريخ مسرح الطليعة (مسرح الجيب سابقًا) إلى الفنانين الكبيرين محمود السباع ومحمد توفيق، حيث كانا من أوائل الفنانين الذين بادروا بفكرة إنشاء فرقة الجيب أثناء رحلتهم التدريبية في لندن، ولم يكن للفرقة آنذاك مسرحًا ثابتًا، وإنما كانت تقدم أعمالها إما بمسرح حديقة الأزبكية أو سينما إيزيس بالسيدة زينب أو قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، واستمر نشاط الفرقة لمدة ثلاث سنوات قدمت خلالها عروضًا من المسرح العالمي ثم توَقف نشاط الفرقة عام 1964.
وفي يناير 1962 عرض سعد أردش فكرة مسرح الجيب على جمعية النقاد ولاقت الفكرة ترحيبًا لدى الجمعية, وتم تعيين سعد أردش مديرًا له، وكان البحث عن مكانٍ للمسرح مشكلة وجدت حلاً بالاتفاق مع نادي السيارات على تحويل الدور الثاني منه إلى مسرح الجيب, وفى مساء 20 ديسمبر 1963 رُفع الستار عن مسرحية (لعبة النهاية) التي ترجمها علاء الديب وأخرجها سعد أردش، وبعدها بفترة احترق المسرح ولم ينته نصف موسمه الأول, ولكن المسرح استمر في عمله مع مقتطفات من مسرح المؤلف الروسي تشيكوف، وفي ديسمبر 1963 انتقل مسرح الجيب إلى مسرح الحديقة الفرعونية بالجزيرة بمحافظة القاهرة, وانتقل مرة أخرى في عام 1973 إلى حديقة الأزبكية بالعتبة, وسميت الفرقة بالاسم المعروف حاليا (مسرح الطليعة). يسع المسرح ما بين 50 إلى 100 كرسي متحرك حسب العرض.
مسرح متروبول
يتبع لفرقة المسرح القومي للأطفال بالبيت الفني للمسرح، ومقره بشارع الجمهورية بالعتبة. وكان البيت الفني للمسرح قد استأجره من الشركة الأهلية للتأمين، وأجرى به تجديدات، وافتتح العام الماضي 2016، ومنذ نحو 4 سنوات تغير اسمه إلى مسرح “مدبولي” تكريما للفنان الراحل عبد المنعم مدبولي. يسع المسرح حاليا نحو 250 كرسي.
مسرح ميامي
يقع في شارع طلعت حرب، وهو يتبع حاليا البيت الفني للمسرح الذي قام بتجديده بالكامل داخليا، وافتتح للجمهور عام 2006. وتقدم عليه العروض التليفزيونية أشهرها عروض برنامج أبلة فاهيتا. وهو يسع نحو 450 كرسي.
مسرح السلام
يقع بشارع قصر العيني، ومنذ الستينات وهو مؤجر من أكاديمية البحث العلمي، وهو مقر لعروض فرق المسرح الحديث. وجرى تجديده من قبل هيئة الدفاع المدني، وافتتح في مارس الماضي. شهد وعقب افتتاحه شهد العرض المسرحي” قواعد العشق الأربعون ” والذي تأجل لأكثر من عام ونصف بسبب إغلاق المسرح.
يسع مسرح السلام 500 كرسي.
مسرح أوبرا ملك
يقع شرق شارع الخور وهو الموازي لشارع عماد الدين من الجهة الشرقية وقد افتتحته صاحبته الفنانة ملك مطربة الملك فؤاد عام 1942، وكان مخصصا لإقامة الحفلات للملك وحاشيته، تأمم المسرح وتحول لملكية الدولة بعد ثورة يوليو 1952، وفي عام 2009 استأجرته شركة مصر للاستديوهات ودور العرض، ثم جرى تجديده عام 2013، وافتتح مرة أخرى للجمهور عام 2014. وتسع قاعته نحو 65 كرسي.