Uncategorized
مكتبات وسط البلد.. ميريت من قصر النيل إلى “أرض الأعداء”

لم تكن دار ميريت للنشر والتوزيع هي أولى الأماكن الثقافية في وسط البلد، في البداية كانت مكتبة مدبولي ومن بعدها الشروق لكن الدور الذي قدمته ميريت منذ نهاية التسعينات –تحديدًا في 1998 عام تأسيسها- كان له من الأثر ما يتعدى كونها دار نشر ومكتبة، هي مركز ثقافي وملتقى للأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن العام أيضًا.
ظلّت ميريت كيانًا يُقدم الدور الذي ألزمت نفسها به حتى موعد انتقالها من مقرها في 6 شارع قصر النيل إلى المقر الجديد بشارع صبري أبو علم الذي أسماه الناشر محمد هاشم صاحب ومؤسس دار ميريت “أرض الأعداء”، لأنه وبحسب وصفه من الشوارع التي صدّرت العنف ضد الثورة.
اقرأ أيضًا: مكتبات وسط البلد .. جولة داخل معرض دائم ومفتوح للكتاب
يقول هاشم إن “ميريت دار نشر رائدة ومُلهمة لمن بدأوا قبل أو بعد، فهناك من بدأ أعماله بنشر الأدب، وهناك من قام بتغيير نشاطه بعد أن رأوا ما يمكن أن يحدث إذا أخذ الأدب من رواية وشعر دورًا مهمًا في الحراك الثقافي”، ويضيف “تعرضتُ للكثير من الضغوطات ومحاولات التضييق؛ لا تستقبل وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها كتب ميريت، والموزعين ينقسمون بين عملاء للأمن، وآخرون لا يهتمون إلا بالمكسب السريع الذي يأتي عن طريق البيست سيلر أو الكتب المزورة”.
ويتابع “الداخلية تبحث في المقر عن أرقام الإيداع أو يسألون عن تصاريح إقامة الندوات، كل هذا والحالة الاقتصادية صعبة، ففي اللحظة التي تأخر فيها هاشم عن دفع الإيجار يقرر صاحب الشقة إخلاء المكان، بعد أن تعرض هو الآخر لتضييقات أمنية كثيرة ورفض مرات معدودة لكنه في الآخر رضخ، فانتقلت ميريت من مقرها في أواخر 2015 بقليل من الطاقة والجهد، كثير من الإصرار وبعض من إنكسارات الروح لصاحبها وروادها”.
بداية الأزمات كما أكد عليها هاشم كانت مع بداية الثورة، حيث طغى الحراك الثوري والدور الوطني على كثير من الأنشطة والأهم على مسار النشر بشكل كبير، فالطاقة والجهد المبذول كانا أقل من اللازم، الذهن مشغول والبال مهموم بما يحدث في الشارع، رغم أن هذا الدور لم تتوانى عنه ميريت وروادها منذ تأسيسها، لكن أثناء الثورة كان الأمر مختلف تمامًا. واستمر هذا الحال حتى بعد ستة أشهر من انتهاء حكم الإخوان المسلمين وطوال تلك الفترة هناك من شعر باليأس ولم ينتظر أن تقف الدار على قدميها مرة أخرى وذهب بنصوصه إلى آخرين لنشرها، وهناك من انتظر وظل الدعم النفسي للأصدقاء كما هو، وظلت العلاقة قوية بين الدار وأصدقاءها لكن مع الانتقال وتغير المكان تغيرت الروح العامة لميريت، رغم المحاولات للخروج من حالة اليأس المُسيطرة على الجميع، رغم الإحساس بهزيمة الثورة ورغم الحصار الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: مكتبات وسط البلد.. مدبولي والشروق قوسان حول طلعت حرب
يؤكد هاشم “هنفضل نعافر” رغم تغير الشكل العام وسيطرة البيست سيلر على الحكم بناء على المبيعات التي قد تحدث بطرق مُلتوية، رغم أن “الكتب الهايفة بقت كتير ومُتصدرة المشهد بس هنفضل نعافر” بعد أن كان كل عام تُجرى منافسة بين ثلاثة أو أكثر من النصوص الأدبية القوية، أصبح للكل مجال ولم تعد هناك منافسات قوية ولم تعد هناك نصوص.